اتبع المسيح في حياته على الأرض عدد قليل من اليهود هم تلاميذته، وبعد نهاية مرحلة وجود المسيح على الأرض شهدت المسيحية تحول أكبر أعدائها اليهودي المعروف باسم شاول الطرسوسي نسبة إلى مدينة طرسوس واعتناقه المسيحية ليصبح اسمه بولس (الرسول) بعد الرؤيا، وانطلق من دمشق بعد ملاحقته من قبل الرومان واتجه إلى أوروبا، وتحول إلى أهم ناشري المسيحية، ونشر المسيحية بين الأمم (الرومان) وغيرهم(الجرمان والأغريق) وبينما عمل بطرس على نشر المسيحية بين اليهود تعرضت المسيحية للاضطهاد من عشرة قياصرة رومان أذاقوا المسيحيين العذاب ألوانا، ولكن بعد أن تحول قسطنطين عن الوثنية إلى المسيحية أصبحت المسيحية دين الدولة الرومانية، وتحولت المسيحية في الغرب عندها إلى ديانة دولة وأصبحت (ديانة) مستقلة ولكن بقيت العديد من الكنائس الشرقية والإصلاحية فيما بعد بعيدة عن تأثير روما وتعرضت هذه الكنائس أيضا للاضطهاد على يد الكنيسة الغربية (الرومانية).
[عدل] مسيحية مبكرة
المسيحية المبكرة، مصطلح يشير إلى المسيحية في الفترة التي أعقبت موت يسوع المسيح، من 33 م بحسب التقليد الكنسي، حتى عام 325 م تاريخ انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، ويستخدم هذا المصطلح في أحيانا أخرى لتضييق تلك الفترة، فتشمل فقط الكنيسة المسيحية الأولى التي ضمت تلاميذ المسيح الأولين ومعاصريهم ومن خلفهم مباشرة.
وفي القرون الأولى انشقت المسيحية عن اليهودية بشكل نهائي فعاشت الكنيسة بذلك العهد الجديد، ووجب على المسيحيين الدفاع عن معتقداتهم في مواجهة الأديان الأخرى التي كانت منتشرة في الإمبراطورية الرومانية. وعاشوا إضافة إلى ذلك الكثير من الاضطهادات التي أثارها الأباطرة الرومان على أتباع هذه الديانة الجديدة.
وفي عام 312 م، إعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية. وحوالي 70 عامًا بعد ذلك، وخلال حكم ثيودوس أصبحت المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية. وفي عام 400 م أصبحت كلمة روماني أو مسيحي تحمل نفس المعنى.
وبعد قسطنطين، لم يتم إضطهاد المسيحيين بل تمّ إضطهاد "غير المؤمنين" إن لم يتحولوا للمسيحية، وهذا العنف والإكراه أرغم الكثير على اعتناق المسيحية بدون إيمان حقيقي بالمسيح. ودخل هؤلاء المسيحية بتقاليدهم العتيقة وممارساتهم وبهذا تغير شكل الكنيسة، فأصبح هناك طقوس كثيرة ومعمار باهظ الثمن، وأيقونات عبادية، وغيرها من العادات التي أضيفت إلى بساطة عبادة الكنيسة الأولى. وفي نفس الوقت بدأ بعض المسيحيون بالابتعاد عن روما واختاروا الحياة كرهبان وبدأوا بتعميد الصغار لغسِل الخطيئة الأصليّة.
[عدل] القرون الوسطى
وفي السنوات التي لحقت ذلك، عقدت المجامع الكنسية لمحاولة تحديد العقيدة الرسمية، وذلك للحد من انتهاكات القيادة الكنسية ولتعضيد السلام ما بين الجهات المتصارعة. وبضعف الإمبراطورية الرومانية، ازدادت قوة الكنيسة، ونشأت صراعات متعددة ما بين كنائس الشرق والغرب. فالكنائس الغربية الكاثوليكية، مقرها الرئيسي في روما، أعطت نفسها سلطة على الكنائس الأخرى. ودعا أسقف روما نفسه "البابا". وهذا لم يسر كنائس الشرق (اليونانية)، والتي كان مقرها في القسطنطينية. واندلعت انشقاقات دينية وسياسية ولغويّة إلى أن حدث الانشقاق العظيم في عام 1054 م، حيث قطعت الكنائس الرومانية الكاثوليكية كل علاقاتها مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.
خلال القرون الوسطى وفي أثنائها واصلت المسيحية انتشارها فبلغت شمال أوروبا وروسيا. في القرن السابع الميلادي وما بعده ، غزا المسلمون الأراضي المسيحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجزء كبير من إسبانيا، مما أدّى إلى اضطهاد المسيحيين ونتج عن ذلك العديد من الصراعات العسكرية، بما فيها الحروب الصليبية، وحروب الاسترداد في إسبانيا ضد المسلمين.
في عام 1095 م بدأت الحملات الصليبية أو ما يسمى أيضا بالحروب الصليبية وهي بصفة عامة اسم يطلق حاليًا على مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها أوروبيون في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي إلى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر الميلادي (1096 م - 1291 م)، وكانت بشكل رئيسي حروب فرسان، وسميت بهذا الاسم لأن الذين اشتركوا فيها تواروا تحت رداء الدين المسيحي وشعار الصليب من أجل الدفاع عنه رغم أن هدفهم الرئيسي كان الاستيلاء على أرض المشرق في الوقت الذي كان فيه الشرق منبع للثروات ولذلك كانوا يضعون على ألبستهم على الصدر والأكتاف علامة الصليب من قماش أحمر.
وكانت الحروب الصليبية هي السبب الرئيسي في سقوط البيزنطيين وذللك بسبب الدمار الذي كانت تخلفه الحملات الأولى المارة في بيزنطة (مدينة القسطنطينية) عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وتحوّل حملات لاحقة نحوها، وكانت هذه الحروب عبارة عن سلسلة من الصراعات العسكرية من الطابع الديني الذي خاضه الكثير من أوروبا المسيحية ضد التهديدات الخارجية والداخلية. وقد كانت الحروب الصليبية موجهة ضد المسلمين والوثنيين من الأصل السلافي وضد المسيحية الروسية والأرثوذكسية اليونانية والمغول والأعداء السياسيين للباباوات. وقام الصليبيون بأخذ الوعود ومنح التساهل.
هدف الحروب الصليبية في الأصل كان إسترداد القدس والأراضي المقدسة في الشام من المسلمين، وكانت القاعدة التي أطلقت في الأصل استجابة لدعوة الإمبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية الشرقية وذلك للمساعدة في التوسع ضد المسلمين، سلاجقة الأناضول. في الغرب، من القرن الحادي عشر الميلادي فصاعداً، أقيمت قُرب الكاتدرائيات القديمة المستشفيات، المدارس والجامعات (مثل جامعة باريس وجامعة أوكسفورد وجامعة بولونيا). التي كانت أصلاً تُدَرِّسْ اللاهوت فقط، وأًضِيفَت فيما بعد مواضيع أخرى بما فيها الطب والفلسفة والقانون، وهكذا كانت المؤسسات الكنسيّة النواة الأساسيّة لمؤسسات التعليم الغربي.
خلال العصور الوسطى في أوروبا إسْتمرت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في تولي السلطة، وتولى الآباء إدارة كل أمور الحياة في الدولة وكأنهم ملوك، ولكن في عام 1517 م وقف راهب ألماني أسمه مارتن لوثر أمام الكنيسة الكاثوليكية. وتزّعم مارتن لوثر حركة الإصلاح البروتستانتي، وتعدّد الإصلاحيون من بعده مثل كلفن وزوينجلي واختلفوا على نقاط لاهوتية معينة ولكنهم أتفقوا على سلطة الكتاب المقدس وعلى أن الخطاة يتلقون الفداء بالنعمة من خلال الإيمان بيسوع المسيح وحده (أفسس 8:2-9). ونجد أن حركة الإصلاح جرّدت الكنيسة الكاثوليكية من السلطة بالرغم من استمرار كينونتها وأندلعت الكثير من الحروب بين الكنيسة البروتستانتية والكاثوليكية مثل حرب الثلاثين عاما.
[عدل] عصر التبشير
ومع قدوم عصور الانفتاح والاستكشاف إنتشرت المسيحية في جميع أنحاء الأرض، حتى أصبحت أكبر أديان العالم من حيث عدد أتباعها. شَهَدت المسيحية من عام 1790 م إلى 1900 م، اهتماماً كبيراً بالعمل التبشيري، وخصوصاً في القرن التاسع عشر الميلادي مع إنشاء البعثات الكاثوليكية والبروتستانتية، والذي إرتبط أيضاً بالاستعمار، حيث نشط المُرسلون في التبشير في جميع القارات خاصةً أفريقيا والشرق الأقصى. وبالنهضة الصناعيّة توفّرت المصادر المالية التي من خلالها مول الأفراد المبشرين وظهر الاحتياج الشديد لنشر الإنجيل. وذهب المبشرون إلى أقاصي الأرض وأُسِسَّتْ الكنائس في كل مكان.
[عدل] العصر الحديث
في العصر الحديث، والمسيحية في مواجهة أشكال مختلفة من المذاهب المُشَكِكّة، وبعض المذاهب السياسية الحديثة مثل الليبرالية والقومية والاشتراكية. ظهور هذه المذاهب سبَبّت ثورة واحداث عنيفة موجهة ضد نفوذ الكنيسة ورجال الدين المسيحي فكرياً مع عصر التنوير أو أعمال عنف مثل الانفجارات العنيفة ضد الكنيسة خلال الثورة الفرنسية، أو مكافحة الإكليروسية إبّان الحرب الأهلية الإسبانية، وحركات العداء الماركسية والشيوعية للمسيحية التي ظهرت بعد الثورة الروسية.
الالتزام المسيحي في أوروبا إنخفض بسبب الحداثة والعلمانية خاصةً في غرب أوروبا ، في حين أن الالتزام الديني في أمريكا عموماً مرتفع بالمقارنة مع أوروبا الغربية. بينما في أوروبا الشرقية، وبعد قرون من جثوم الشيوعية ومبادئ الإلحاد على عموم أوروبا الشرقية، فنجد أن الناس بدأوا بالإقبال على الحياة الكنسية ومزاولة الطقوس المسيحية في الكنائس وإعادة بناء أو ترميم الكنائس المهترءة. في أواخر القرن 20 ظهر تحوّل في المسيحية حيثُ أنّ العالم الثالث والنصف الجنوبي من الكرة الأرضية بشكل عام، شهد إقبال على المسيحية، فالكنيسة تنمو بسرعة في شرق آسيا خاصة في الصين وكوريا الجنوبية وتنمو بإطراد في شمال أفريقيا أيضاً وبسبب ارتفاع المواليد في أمريكا الجنوبية، مع عصر المعلومات والإنترنت أصبحت معرفة الديانات ومنها المسيحية متاحاً بعكس ما كان الحال عليه سابق عدد معتنقي المسيحية وكذلك بصورة كبيرة جدا عدد الذين عادوا للمسيحية خاصة في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط. لم يَعُد الغرب يحمل لواء المسيحية، حيث مع إنتشار المسيحية في العالم الثالث يُتَوَقع أن يصبح قلب ومركز المسيحية في العالم الثالث، وتشهد المنطقة غيرة على نشر العقيدة المسيحية، خصوصاً بين المعتنقين الجُدد.
[عدل] موقف اليهود
اعترض اليهود على يسوع ورفضوا ادعاءه بأنه هو المسيح المنتظر وحرضوا الرومان على صلبه، ولا يؤمن اليهود بالإنجيل وحتى الآن هم بانتظار الماشيح الذي على حد إيمانهم لم يظهر بعد. كما ويرفض اليهود فكرة تألهه يسوع المسيح وبأنه جزء من ثالوث إلهي.
وتعلن اليهودية الإصلاحية بشكل صارم بأن كل يهودي يصرّح بان يسوع هو المسيح المخلص فهو ليس بيهودي بعد ، فبحسب التقليد اليهودي فإن السماء لم ترسل أنبياء بعد عام 420 ق.م [6]، فيكون بذلك النبي ملاخي هو آخر أنبياء اليهودية والذي سبق زمانه زمان يسوع بعدة قرون . فاليهود إذاً يؤمنون بشكل قاطع بأن يسوع لم يتمم الشروط الأساسية التي حددتها التوراة عن شخصية المسيح ، فهو ليس المسيح ولا حتى نبي مرسل من عند الله .
مع ذلك فجذور المسيحية تأتي من اليهودية، التي تتشارك معها في الإيمان بكتاب اليهودية المقدس "التوراة"، وقد أخذت الديانة المسيحية الكثير من المعالم اليهودية كوجود إله خالق واحد، والإيمان بالمسيح ابن الله الحي (كلمة الله)، والصلاة، والقراءة من كتاب مقدّس. ولعل محور العقيدة المسيحية، كما يعتقد المسيحيون، يتمثل بالمسيح وعمله الكامل على الصليب لفداء المؤمنين.
[عدل] موقف المسلمين
يؤمن المسلمون أن عيسى هو نبي ورسول من عند الله ولذلك يكنون له احترامًا خاصًا. ويؤمنون أيضا بمجيئه الثاني في آخر الزمان ولكنهم ينكرون ألوهيته وينكرون صلبه. ويؤمنون بالإنجيل والتوراة ككتب سماوية، ولكنهم يرفضون النسخ الحالية لهذه الكتب لإيمانهم أنها نسخ محرفة. كما ويظن البعض أن استخدام العرب والقرآن للفظة عيسى بدلاً من لفظة يشوع أو يسوع في لغتها الأصلية، لأن ذكر اسم يسوع جاء كتعريب لاسمه اليوناني (Ιησούς) إيسوس.[7]
كما أن الإسلام يشترط الإيمان بنبوة عيسى وبولادته المعجزة، وأن من ينكرها أو لا يؤمن بعيسى كنبي وأمه كصادقة، يعتبر خارجا من الدين الإسلامي ولا يكون مسلما، و يعتبر ناقص الإيمان، كما يذكر القرآن في سورة البقرة " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ "
[عدل] الإسلام والمسيحية
Crystal Clear app kdict.png مقال تفصيلي :الإسلام والمسيحية
المسيحيين [8] وفقا للشريعة الإسلامية هم أقرب الناس مودة للمسلمين وعزى القرآن ذلك إلى تعبدهم وعدم إستكبارهم حيث ورد في القرآن: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَأوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ }[9] ومع ذلك ورد في القرآن أن بعضا منهم متعصبون لدينهم وكارهون للمسلمين كما يقول الله: { وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}[10] ويبيح الإسلام للمسلمين مصادقة النصارى والتعامل الحسن معهم من أي نوع وفقا للآية الثانية والثمانون من سورة المائدة ولكنه يمنعهم من اتخاذ المسيحيين كالأخوة وموالاتهم في الحرب إلا دفاعا عن الوطن وذلك وفقا للآية الحادية والخمسون من سورة المائدة: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} والتي استنبط منها العلماء المسلمون قاعدة الولاء والبراء. كما وتعود قوة ومتانة علاقة المسلمون مع المسيحيين، خاصة الشرقيين، إلى عهد النبي محمد حيث كانت إحدى زوجاته، مارية القبطية، مسيحية، كما كانت مملكة الحبشة المسيحية المكان الأول الذي ضم واحتضن المسلمين الأوائل عند هجرتهم الأولى وهربهم بدينهم وفرارهم من كفار مكة. ويرى بعض غير المسلمين بأن الإسلام هو انشقاق عن طائفة من المسيحية أو عن طائفة من اليهودية وتربط ذلك بزوجة محمد الأولى خديجة وقرابتها من ورقة بن نوفل، أو ربطه بقس بن ساعدة. وآراء أخرى ترى بأن محمدا تأثر بتلك الاتجاهات الدينية ولكنه لم يُنشِئ امتدادا لها بل أنشأ دينا جديدا بالكامل، وتعود بعض هذه النظريات إلى فترة مبكرة من التاريخ الإسلامي، ففي العهد الأموي مثلا كتب الراهب يوحنا الدمشقي مزاعم بأن الراهب النسطوري الراهب بحيرى قام بمساعدة محمد في كتابة القرآن نافيا إلوهية مصدر النص القرآني.[11] ويرد المسلمون على ذلك بأن نقاط التوافق بين الإسلام وكل من المسيحية واليهودية ليست تأثرا من قبل محمد، وإنما لأن مصدر هذه الرسالات هو مصدر واحد وهو الله ، مما يوجب وجود نقاط للتوافق بين الأديان الإبراهيمية الثلاث. كما يردون بأن أوقات اللقاء بين محمد والرهبان المسيحيين كانت محدودة وقصيرة بشكل لا يسمح لتعليم محمد حتى القليل جدا من تلك المبادئ.
[عدل] مصطلح نصرانية
Crystal Clear app kdict.png مقال تفصيلي :مصطلح نصرانية
تطلق الكثير من الكتب الإسلامية مصطلح نصرانية على الديانة المسيحية بناءً على قول القرآن والذي يقول أن المسيح قال للحواريين : " كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ" (الصف/14). وقد ورد لفظ نصارى في القرآن 13 مرة.
كما أن اليهود يطلقون على المسيحية اسم נצרות (تلفظ نَتسْروت وهي من جذر يقابل الجذر العربي ن.ص.ر. وهي مشتقة من الناصرة נצרת) وذلك لأن المسيحيين هم أتباع يسوع الناصري.
[عدل] تعداد المسيحيين في العالم
تشير المعطيات في كتاب حقائق وكالة الاستخبارات الأميركية عن العالم لعام 2006 م أن المسيحية هي أكثر ديانات العالم انتشارا، إذ يعتنقها 33.03% من سكان العالم الذين يربو تعدادهم عن الملياري نسمة؛ منهم 17.33% كاثوليك (حوالي 1.13 مليار) - 5.8% بروتستانت (حوالي 378 مليونا) - 3.42% أرثذكس (حوالي 223 مليونا) - 1.23% إنجيليون (حوالي 80 مليونا).ويلي المسيحية في الترتيب استنادًا على عدد الأتباع الإسلام بما يزيد على 1.3 مليار مسلم، ويلي الإسلام الهندوسية بأتباع يقاربون المليار هندوسي.
[عدل] انتشار المسيحيين في العالم
المسيحية بحسب انتشارها في العالم
* اقرأ أيضا :المسيحية حسب دول العالم
تاريخ المسيحية، والمقصود بهذا دراسة تاريخ الديانة المسيحية والكنيسة، منذ المسيح ورسله الإثني عشر حتى أيامنا الحاضرة. والديانة المسيحية هي ديانة توحيدية أقيمت على أساس بشارة وتعاليم وحياة يسوع المسيح. أما الكنيسة بمعناها اللاهوتي، فهي المؤسسة التي أقامها يسوع المسيح لتتابع من بعده مهمة نشر ثقافة الخلاص بين البشر. خلال القرون الوسطى وفي أثنائها واصلت المسيحية انتشارها على يد المبشرين والرسل المنطلقين من فلسطين وسوريا فبلغت شمال أوروبا وروسيا وقد تأثرت الحضارة الغربية الأوروبية وتشبّعت من الديانة المسيحية. ومع قدوم عصور الانفتاح والاستكشاف انتشرت هذه الديانة في جميع أنحاء الأرض، حتى أصبحت أكبر أديان العالم من حيث عدد أتباعها [12], حيث أن عدد أتباعها يربو على 2.1 بليون,[13] نسمة أي حوالي 33.03% [14] من سكان العالم وهي الدين السائد والرئيسي في أوروبا والأميركيتين وأوقيانوسيا ووسط، شرق وجنوب أفريقيا وفي مناطق شاسعة في آسيا مثل الفلبين وآسيا الوسطى، كما أنها تنمو بسرعة في شرق وجنوب شرق آسيا خاصة في الصين وكوريا الجنوبية وتنمو بإطّراد في شمال أفريقيا.
لاتخلو دولة في أيامنا إلا وفيها مسيحيون أما عن أكبر عدد من المسيحيين فهم موجودون في:
Flag of the United States.svg الولايات المتحدة 224 مليون نسمة.
علم البرازيل البرازيل 139 مليون نسمة.
Flag of Mexico.svg المكسيك 89 مليون نسمة.
Flag of Russia.svg روسيا 80 مليونًا.
Flag of the People's Republic of China.svg الصين 70 مليون نسمة (5% من السكان).[15]
علم ألمانيا ألمانيا 67 مليونًا.
Flag of the Philippines.svg الفلبين، أكبر دولة مسيحية في آسيا 63 مليونًا.
Flag of the United Kingdom.svg المملكة المتحدة 51 مليونًا.
Flag of Italy.svg إيطاليا 48 مليونًا.
Flag of France.svg فرنسا 44 مليونًا.
Flag of Nigeria.svg نيجيريا التي يُشكّل المسيحيون 45% من السكان أي 38 مليون نسمة.
ينتشر المسيحيون في كل دول العالم، إلا أنه هناك 120 دولة في العالم يُشكّل فيها المسيحيون أغلبية السكان (أي بنسبة تزيد عن النصف).[16]
أما من ناحية التوزيع القاري فيُشكّل المسيحيون في أميركا الشمالية والجنوبية نسبة 85.34% من السكان، أما في أوروبا فيُشكّل المسيحيين نسبة 76.9% وفي أوروبا يتواجد أكبر تجمع مسيحي في العالم، كما ويُشكّل الكاثوليك نصف مسيحيي أوروبا أما في القارة الأسترالية فُيشكّل المسيحيون نسبة 68.54% من تعداد السكان وفي القارة الأفريقية حيث تشهد المسيحية إنتشارًا كبيرًا فيُشكّل المسيحيون نسبة 45.42% من سكانها، أي أن عددهم يصل إلى أكثر من 376,880,019 مليون نسمة، أما في القارة الآسيوية فيُشكّل المسيحيون نسبة 8.36% من سكانها، وبذلك تصل أعدادهم، إلى أكثر من 322,935,689 مليون نسمة، كما ويعيش أكثر من 120 مليون مسيحي في العالم الإسلامي. [17] حوالي 60% من مجمل مسيحيي العالم يعيشون في أفريقيا، أميركا اللاتينية وآسيا، بينما يعيش 40% من مسيحيي العالم في أوروبا، أميركا الشمالية وأستراليا.[18] المسيحية تنمو وتزيد بنسبة 1.43%، وبالتالي هي قريبة من النمو السكاني، وهو 1.39%. المسيحية تنمو بشكل خاص تقريبا في العالم الثالث، في حين أن الدين يعود جزءً كبير من العالم الغربي.[15][19][20]
[عدل] المسيحيون في العالم العربي
احتفالات مسيحيين فلسطينيين بساحة كنيسة المهد
يبلغ عدد المسيحيين في العالم العربي حوالي 21 مليون نسمة [21] , حيث يوجد أكبر عدد للمسيحيين في مصر وأكبر نسبة موجودة في لبنان ويتواجد المسيحيون كذلك في السودان وسوريا والعراق فلسطين والأردن وإسرائيل. ويوجد في بعض دول الخليج مثل الكويت والبحرين أقليات مسيحية من السكان المحليين ويتواجد في العالم العربي عموما ودول الخليج العربية خاصة جاليات مسيحية كبيرة وفدت للعمل,وكذلك الأمر في دول المغرب العربي في شمال أفريقيا، حيث تتواجد تجمعات صغيرة من المسيحيين غالبيتهم من الاوروبيين [22]، ومع ذلك يتواجد أيضا بعض المسيحيين المحليين من الذين تحولوا من الإسلام إلى المسيحية. ويقول تقرير بتصاعد ظاهرة التعميد في الجزائر ونشاط الكنيسة الإنجيلية المتصاعد في كل أنحاء العالم وبخاصة الجزائر. ويقول الأب كريم: "هناك عدد هائل من المسلمين الجزائريين الذين اعتنقوا المسيحية. خمسين مسجدا في تيزيويزو، عشرون في بشايا افرغوا من المسلمين بسبب ذلك".[22] وظاهرة اعتناق المسيحية في الجزائر بلغت حدا كبيرا مما دفع بالدولة إلى إصدار قانون صارم حول الديانات غير المسلمة يمنع الحملات التبشيرية، والنتيجة كانت إقفال 13 معبدا بانتظار حصولها على إذن رسمي. لكن معتنقو المسيحية تحدوا قرار الدولة واجتمعوا ليقيموا احتفالاتهم الدينية باللغة الفرنسية والأمازيغية.
والقس طارق يشرح سبب إقامة الاحتفال الديني حتى ولو اعتبر خارج عن القانون: "نمارس ديانتنا منذ 1996 ولم نقل للعائلات أو المسنين أو الشباب أن كل شيء انتهى وأنهم عاجزين عن التعبير عن إيمانهم، هذا صعب، لذلك، نحاول التخفيف من أهمية الوضع" ويقول الأب كريم: "نحن نحترم الدولة، فالإنجيل يملي علينا أن نخضع للسلطات ولذلك نطلب دائما المساعدة وأن تسهل الدولة مهمتنا لكي نصبح في وضع قانوني. لا نريد أن نمارس طقوسنا سرا، الناس يعرفوننا والشرطة تتعقبنا، لديها أسماؤنا وأرقام هواتفنا.. لماذا يلاحقوننا إذًا؟" [22] - ويقول التقرير أيضا أن هناك أوقات عصيبة تهدد الإنجيليين الجزائريين، يُذّكِرون الجميع بأنهم لا يهددون المسلمين ولكن بالنسبة للمتشددين.. من ينكر الإسلام محكوم بالإعدام.[22] يتواجد بعض المسيحيين في تركيا وايران كأقليات دينية.
[عدل] شخصيات مسيحية رئيسية
Crystal Clear app kdict.png مقالات تفصيلية :يسوع المسيح، مريم العذراء و القديس بولس
إيقونة للسيد المسيح الذي يعتبر الشخصية الأساسية في الديانة المسيحية
* يسوع: (من 2-8 قبل الميلاد إلى 29-36 بعد الميلاد) مُوجِد المسيحية إحدى أكبر ديانات العالم [12]، ويعرف أيضًا باسم يسوع المسيح حيث كلمة المسيح تعنى "الممسوح بالزيت" التي اشتقت من كلمة المسيا العبرية [23]، ويعرف أيضًا بيسوع الناصري [24] نسبة إلى مدينة الناصرة التي عاش فيها معظم أيام حياته. يسوع هو اسم باللغة الآرامية (ܝܫܘܥ). يسوع بالعبرية والآرامية تنطق يشوع (יהושע - ܝܫܘܥ) ومعناها الحرفي "يهوه شوع" أي "الله يخلص" [25][26].
المسيح حسب الكتاب المقدس وحسب إيمان المذاهب المسيحية الأساسية الأرثوذكسية والكاثوليكية والغالبية الكبرى من البروتستانتية هو ابن الله،[27] وهو الرب،[28] وهو واحد مع الله الأب،[29] وهو الله نفسه الذي ظهر في الجسد،[30] (عقيدة الثالوث الأقدس)، بحسب قانون الإيمان الذي صاغه آباء الكنيسة في مجمع نيقية 325 م فإن المسيح هو الله المتجسد والمساوي للأب في الجوهر [31]: إله من إله .. نور من نور .. إله حق من إله حق .. وهو الإقنوم الثاني في الثالوث الأقدس (الإله الواحد في ثلاث أقانيم متساوية ومتحدة في الجوهر).
وفقًا للعقيدة المسيحية فإن: يسوع المسيح ولد في بيت لحم كما توجب أن يولد بحسب ما تنبأ عنه النبي ميخا. تذكر الأناجيل (متى، مرقس، لوقا، يوحنا) شهادات حية مما رأوه وتعلموه وكانوا شهودا له لما عمل من أعمال. كانت ولادته معجزة من غير أب، إذ حل الروح القدس على السيدة مريم العذراء، فحبلت به، ثم ولدته في بيت لحم، كما جاء في الكتاب المقدس.
يؤمن المسيحيون أنه صلب ومات من أجل دفع ثمن خطايا جميع البشر، كي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية. ثم أقيم من قبره في اليوم الثالث، قاهرا الموت بالموت، كما تنبأ عنه في العهد القديم. ثم ظهر لتلاميذه وبقي معهم أربعين يومًا ومن ثم صعد إلى السماء، وجلس عن يمين الأب وسوف يأتي في اليوم الأخير ليدين الأحياء والأموات وملكه لن يكون له انقضاء.
كما يحتل يسوع المسيح أيضا مركز مهم في الإسلام، ويعتبر عيسى بن مريم، نبي من أولي العزم عند المسلمين، حيث يصف القرآن عيسى بأنه كلمة من الله ألقاها إلى مريم بنت عمران. ويذكر القرآن أن عيسى بشر ككل البشر وأن الله خلقه بدون أب كما خلق آدم بدون أب أو أم، وأن أمه صدّيقة اختارها الله لمعجزته بولادة عيسى. وقد اختاره المولى ليكون نبيا لبني إسرائيل وأيده بالمعجزات من إحياء الموتى والإبراء كرسالة وبينة على قومه. وقد رفعه الله إليه ولم يقتله بشر. ولقد أيده الله بمعجزات عديدة فقد تكلم في المهد وشفى المرضى وأقام الموتى بإذن الله، وأنه خلق من الطين طيرا بإذن الله. لم يصلب ولم يُقتل بل رفعه الله إليه ونجّاه من مكر أعدائه. ويصفه المسلمون بأنه من أولي العزم من الرسل أي أنه أحد أفضل الرسل عليهم السلام الذين أرسلوا من الله إلى البشر الذين تركوا الطاعة الخالصة لله.[32]
ولهذا يحترم المسلمون المسيح ويقولون السلام عليه وعلى غيره من الأنبياء كما يعتقدون بأنه المسيح الذي يأتي لينقذ المسلمين المؤمنين بالله آخر الزمان ليعود ويملأ الأرض عدلًا وقسطًا وليس كما يظن البعض بأن مسيح المسلمين محمد فمحمد نبي الإسلام ورسوله وعيسى هو المسيح. ولقد جاء ذكر المسيح في القرآن مقترنا بالكثير من المعجزات وخوارق العادات الذي يعتبر بالنسبة للمسلمين أصدق شاهد على نبوة عيسى وعلى طهارة أمه مريم. ولهذا يحترمُ المسلمون عيسى ويقولون الصلاة والسلام عليه، ويعتبرون أنفسهم أقرب الناس إليه وأولى بموالاته.
لا يوجد ذكر أو إشارة إلى النبي عيسى (كما هو في الإسلام) على أنه هو يسوع، فلم يطلق عليه لقب يسوع، بل المسيح بن مريم أو عيسى فقط، إلا أن دراسات الأديان تشير إلى أن يسوع في المسيحية هو نفسه المسيح أو عيسى بن مريم في الإسلام.
* مريم العذراء أو القديسة مريم العذراء: نسبةً إلى العهد الجديد من الكتاب المقدس (في اليهودية الارامية מרים ومعناه "المرارة"، وبالعربية "مريم"، وباليونانية Μαριάμ، وفي السريانية "ܡܪܬܝ ܡܪܝܡ مارت مريم"). هي أم يسوع المسيح الناصري، وكانت مريم مخطوبة إلى القديس يوسف في الوقت التي حَمَلت بيسوع (متى 20-1:18، لوقا 1:35). والدي مريم كانا بحسب التقليد الكنسي القديس يواكيم والقديسة حنّة. وحسب ماورد في إنجيل لوقا، بأن مريم التي ما زالت عذراء في ذلك الوقت تم اخبارها عن طريق الملاك جِبرائيل بأنها حامل بيسوع المسيح بواسطة قوة الروح القدس.
يٌكرم الدين المسيحي السيدة العذراء وخاصةً الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية، وأيضا تُكرّم من الكنيسة البروتستانتية والإسلام. والنظام اللاهوتي المختص بمعرفة العذراء مريم يسمى " اللاهوت المريمي". ويحتفى بذكرى ميلاد السيدة مريم العذراء في الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية والكنيسة الانغليكانية "الإنكليزية" في 8 أيلول. والكنيسة الأرثذوكسية والكاثوليكية تحتفل بتذكارات أخرى تكريما للعذراء مريم.
القديس بولس ـ لوحة للفنان الهولندي رمبرانت
* القديس بولس : أو بولس الرسول (4 م - 64 م) أكبر المبشرين بالمسيحية وقد كان أثره في التبشير بها هائلًا.[33]
وهو يعد الرسول الأول للأمم حيث بدأت رسالته في الأرض المقدسة من دمشق مرورا بآسيا الصغرى إلى بلاد أوروبا. وحسب قاموس الكتاب المقدس كان اسمه العبري شاول أي ((مطلوب)) وظل يدعى بهذا الاسم طوال سفر أعمال الرسل إلى (أع 13: 9) حيث قيل ((أما شاول الذي هو بولس أيضًا)) ومن ذلك الوقت إلى آخر سفر الأعمال دُعي باسم بولس ومعناه ((الصغير)). و ترجع شهرة القديس بولس إلى تبشيره بالديانة المسيحية. وإلى ما كتبه عنها وبأنه الرسول الذي نشر المسيحية في أوروبا. وإلى تطويره لأصول الشريعة المسيحية. فمن بين السبعة والعشرين سفرًا من كتاب "العهد الجديد" نجد أن القديس بولس قد ألف أربعة عشر سفرًا.[34]
لقد أثار القديس بولس الكثير من الجدل حيث يتهمه البعض بأنه خالف ناموس موسى نفسه أثناء وجوده بين اليهود ولكن المؤمنين به يعتبرونه رسولًا يجب اتباعه وقد بشر بالدين المسيحي واتبعته بذلك بلاد كثيرة ويعود له الفضل في إيصال ونشر الديانة المسيحية بداية من سوريا وصولا إلى أوروبا.
[عدل] أعلام ومشاهير المسيحيين
* قائمة مشاهير مسيحيون عرب
* قائمة أعلام المسيحيين
لقد برز المسيحيين في كل مراحل التاريخ، كما برعوا في كل المجالات العلمية والأدبية والثقافية:
برز المسيحيون في كل المجالات وهذه أبرز أعلام المسيحيين في العلوم(طب فيزياء والكيمياء): هنري فورد (مخترع السيّارة) [35]، فرانسيس بيكون[35]، لينارد يولر [35] (والد الرياضيات الحديثة ووالد القنبلة النوويّة) ويوهانس كبلر [35] (فلكي ألماني) [35] وفيلهيلم كونراد رونتجن [35] (مكتشف الأشعّة السينية)،إدوارد جينر [35] (مكتشف لقاح الجدري) ونيكولاس أوغست أوتو [35] وجوزيف ليستر [35] وماكس بلانك [35] (والد "النظرية الكمّيّة" في الفيزياء) وجريجور ميندل [35] (من أهم علماء الجينات والوراثة) وإيرنست راذرفورد [35] (رائد في مجال الفيزياء دون الذرية) ووليم هارفي [35] (مكتشف الدورة الدموية)، رينيه ديكارت [35]، ألكسندر فلمنج [35] (مكتشف البنسلين)، ألكسندر غراهام بيل [35] - (مخترع الهاتف)، جولييلمو ماركوني - (مخترع المذياع) [35]، أنتوني فان لافينهوك [35]، توماس أديسون [35]، جون دالتون [35] (عالم في الفيزياء والكيمياء، والنظريّة الذرية؛ له قانون الضغوط الجزئية)، وأورفيل رايت [35] وويلبور رايت [35] (مخترعا الطائرة) وجيمس كليرك ماكسويل [35]، مايكل فاراداي [35] (وضع "قانون فاراداي") وأنطوان لافوازييه [35] (والد الكيمياء الحديثة)، نيكولاس كوبرنيكوس [35]، تشارلز داروين [35] (صاحب نظرية التطور التي أثّرت في العلم الحديث)، جاليليو [35]، لويس باستور [35]، يوهان غوتنبرغ [35] (مخترع الطباعة) وإسحاق نيوتن [35] (مكتشف الجاذبية، وقوانين الحركة)، وأندري ماري أمبير [35] (مخترع وحدة الأمبير) وبليز باسكال (رياضياتي) والفرد نوبل.[36]
إشتهر المسيحيون الشرقيون في العلوم والفلك والطب وقد برزوا في النهضة العباسية حيث شاركوا بعلومهم في بناء هذه الحضارة فبرز أفراد هذه الطائفة بالطب والعلوم والرياضيات والفيزياء فاعتمد عليهم الخلفاء، وأبرز هؤلاء آل بختيشوع [35] ، يوحنا بن ماسويه [35]، ابن ماري [35] ، وحنين بن إسحاق العبادي.[35]
مشاهير مسيحيون.
كما برز مسيحيون في مجال الأدب والموسيقى والفن أمثال شكسبير [35] ومايكل آنجلو [35] وليوناردو دا فينشي [35] ، رفائيل [35]، تشارلز ديكنز [35] ، فيكتور هوجو [35] ، جيه.كيه. رولنج، يوهان سيباستشن باخ، موليير [35] ، فولفغانغ أماديوس موتسارت [35]، لودفيج فان بيتهوفن [35] ، تشايكوفسكي [35]، جوزيف هايدن [35]، ألكسندر دوما [35] وجورج برنارد شو [35] وغيرهم. كما كانوا وراء اكتشاف عوالم جديدة المسيحيين أمثال كرستوفر كولمبس [35] وفاسكو دي غاما [35] وألفونسو دي ألبوكيرك ونيل آرمسترونغ [35] .
و برز أيضا العديد منهم في السياسة أمثال نابيلون بونابرت [35] ووليام الفاتح [35] وجون كندي وجورج بوش [35] وساركوزي [35] وطوني بلير [35] وشوبان [35] والملكة فيكتوريا [35] والملكة إليزابيث [35] والإمبراطور بطرس الكبير [35] والملكة إيزابيل [35] والملك لويس 16 [35] والإمبراطور شارلمان [35] وكوفي عنان [35] وغيرهم.
أما في عصرنا الحديث فيبرز المسيحيين في الطب والاختراعات والتكنولوجيا والعلوم والآداب والثقافة وحتى نجوم السينما العالمين (فأغلب نجوم هوليوود من المسيحيين) على سبيل المثال، لا الحصر :براد بيت (الذي ينتمي إلى الطائفة المعمدانية البروتستانتية)، جينيفر أنيستون، نيكول كيدمان، ويل سميث، أنطونيو بانديراس، جورج كلوني (الذي ينتمي إلى الطائفة الكاثوليكية)، انجيلينا جولي، كاميرون دياز، باتريك ديمبسي (نجم غرايز اناتومي)، جون ستاموس، بروس ويلس، أولفير مارتينز، دانيال رادكليف (نجم هاري بوتر)، براندون روث، ربيكا رومجين، ايفا لونغوريا، كيفين كستنير وليوناردو دي كابريو ومغنين أمثال شاكيرا، بريتني سبيرز، سيلين ديون، ريكي مارتن، شاين وارد، ماريا كاري، 50 سنت، جينيفر لوبز وجاستن تمبرلنك ولاعبون كرة قدم أمثال ديفيد بيكهام، كرستيانو رونالدو البرتغالي، لويس فيجو، مارادونا، ليونيل ميسي، ميخائيل بالك، و ديفيد تريزيغيه، روبرتو كارلوس ورونالدينو البرازيلي وفرانشسكو توتي، ماركو ماتيراتزي، كاكا، روني أوسيلفيان لاعب سنوكر بريطاني.[37].
كما بزر المسيحيين في مجال الغنى والاقتصاد فعائلة هيلتون وعائلة ساويرس، من أغنى عائلات العالم وأيضا دونالد ترامب، أوبرا وينفري، ووالت ديزني، كما يحتل المسيحيان بيل جيتس وكارلوس سليم حلو أولى مراتب أغنى أغنياء العالم.[38]
كما برز المسيحيون العرب في كافة المجالات ومن أبرزهم: مجدي يعقوب (وهو طبيب جراح قلب عالمي)، بطرس بطرس غالي الأمين العالم للأمم المتحدة سابقاً، جبران خليل جبران، جورج حبش، ميشيل عفلق، بيار الجميل، ستيف جوبز {مؤسس شركة أبل} [35]، فيروز، والقديس يوحنا الدمشقي.
هناك العديد من الأسر الملكية التي ما تزال حاكمة تدين بالمسيحية، مثل الأسرة البريطانية، الإسبانية، الوكسمبورغية، السويدية، النرويجية، الإسبانية، الهولندية، الموناكية، الدنماركية، وأشهر العائلات المسيحية المالكة: هوهنشتاوفن، بيت هانوفر، ستيوارت، أسرة تيودور، بيت ويندسور.
وفي مجال القداسة والسلام برز العديد من المسيحيين أمثال القديس بولس، توما الأكويني والقديس أوغسطينوس والأم تريزا، بادري بيو، القديس فرنسيس الأسيزي، القديسة تيريزيا الافيلية والقديسة كترين السيانية، الأميرة ديانا سبينسر، الأخ روجيه(وهو مؤسس جماعة تيزيه)، جان دارك، مارتن لوثر كنج والبابا يوحنا بولس الثاني.
كما أن غالبية الحاصلين على جائزة نوبل من المسيحيين. وفي أيامنا هذه يشارك المسيحيين بناء الحضارة في أوطانهم حيث يملكون مؤسسات ضخمة مثل مدارس خاصة، مستشفيات، جامعات، كليات، دور أيتام ومسنين، فنادق ودور ضيافة، مستوصفات وعيادات، أحزاب، حركات ومنظمات شبابية، نوادي عائليّة وشبابية، وسائل إعلام مرئية وسمعيّة ومقروءة، مؤسسات وجمعيات خيرية. [38] [39]
الديانة المسيحية لعبت دور رئيسي في تشكيل أسُس وسِمات الثقافة والحضارة الغربية، [40] فقد أثّرت المسيحية بشكل كبير على المجتمع ككل بما في ذلك الفنون واللغة والحياة السياسية وحياة الأسرة والموسيقى وحتى طريقة التفكير الغربية تلوّنت بتأثير المسيحية لمدة قرنين من الزمان، كما كان للمسيحيين الشرقيين دور ريادي في تطوير المعارف في الدولة الإسلامية والحضارة الشرقية.[41]
[عدل] الحياة الدينية
الأسرار السبعة المقدسة
مركز الحياة الدينية هو الكنيسة حيث تقام كل الأسرار المسيحية والاحتفالات الدينية، والأسرار يُقصد بها الأسرار المقدسة "نوال نعمة سرية (غير منظورة) بواسطة مادة منظورة" وذلك بفعل روح الله القدوس الذي حل بمواهبه في يوم الخمسين على تلاميذ ورسل المسيح، وبحسب ما أسسه المسيح نفسه وسلَّمه للرسل الأطهار وهم بدورهم سلَّموه للكهنة بوضع اليد الرسولية، والأسرار هي طقوس دينية في الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية وهي سبع أسرار ترافق المسيحيين في حياتهم أما في الكنيسة البروتستانتية فتكتفي في سري العماد والافخارستيا.[42] الأسرار هي سبعة:
* العماد : هي طقس مسيحي يمثل دخول الإنسان الحياة المسيحية. تتمثل المعمودية باغتسال المعتمد بالماء بطريقة أو بأخرى.
* الثبيت : وهي تثبيت المؤمن في الدين.
* سر الفخارستيا : Eucharist أو سر التناول هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة المسيحية. وهو تذكير بالعشاء الذي تناوله يسوع بصحبة تلاميذه عشيّة آلامه (لوقا 19:22 ومتى 26:26 ومر22:14 و 1قور23:11-25). ويُحتفل بها في جماعة المؤمنين لأنها التعبير المرئي للكنيسة. الاحتفال يكون بصيغة تناول قطعة صغيرة ورقيقة من الخبز (تعرف بالـبرشان) التي تمثل جسد يسوع وأحياناً تذوق أو غمس قطعة الخبز في القليل من الخمر الذي يمثل دم يسوع.
* الزواج : حيت يتم الإكليل وهو الحفل أو المرسم لإعلان بداية الزواج ولا يتم إلا بمباركة رجال الدين.
* سر الكهنوت : المتوجه للراغبين للدخول في سلك الكهنوت، حيث يرعى الكاهن الرعية، تتقاطع أيضا مع الحدود الأبرشية والكنسيّة تنضيمات رهبانية للرجال والنساء، يكون مجال عملها الحياة الديرية والأنشطة غير الرعوية وأيضاً في المدارس. وتدير الجماعات الرهبانية عادةً إرساليات في الخارج ومستشفيات ومؤسسات تعليمية مختلفة المستويات. ويعتمد أعضاءها بشكل رئيسي على المعونات، بينما يعتاش قساوسة الكنائس المحلية من رواتب ثابتة يحددها الأسقف. والسواد الأعظم من رجال الدين الكاثوليك هم من القساوسة، يدربون عادة من أربع إلى ست سنوات في معاهد لاهوتية تتبع أبرشية المنطقة أو جماعة رهبانية أو الفاتيكان. لايسمح لرجال الدين الكاثوليك بالزواج (مع وجود استثناءات في الكنائس الكاثوليكية الشرقية) اما في الكانئس الأرثوذكسية الشرقية والبروتستانتية فيُسمح للكاهن او القس بالزواج.
أشهر الرهبانيات في العالم هي: اليسوعيون، الفرنسيسكان، الرهبان البندكتيين، الرهبان الدومينيكان، جماعة تيزيه والاوبوس داي.
* سر مسحة المرضى: الذي يمنح للمرضى، لمساعدتهم روحيا جسديا ومعنويا.
كاتدرائية نوتردام، حيث مركز الحياة الدينية المسيحية في فرنسا
يوم الأحد هو يوم مقدس لدى المسيحيين ويعد في دول الغرب آخر أيام الأسبوع ذلك أن في هذا اليوم يتم عقد الصلوات في الكنائس الكاثوليكية للمسيحيين، فلذلك المسيحي المتدين يمارس الطقوس الدينية عن طريق الذهاب إلى الكنيسة وقراءة الكتاب المقدس والصلاة، ويحتد الجدل في العالم المسيحي بين المسيحيين المتدينين التقليدين والمسيحيين العلمانيين الليبراليين حول مواضيع مثل: السماح بالإجهاض، القتل بدافع الرحمة وغير ذلك.
تتميز العائلة المسيحية بعدم وجود لتعدد الزوجات أو الطلاق. وتتميز الديانة المسيحية أيضا بعدم فرضها طقوس وصلوات على أتباعها، لكن مع الزمن أدرجت صلوات وعبادات طقوس مختلفة وأدخلت لكتب الصلوات المسيحية (خاصة الكاثوليكية) ومن أشهر الصلوات المعتمدة في المسيحية هي الصلاة الربيّة (يونانية: Η Κυριακή Προσευχή ، لاتينية: Oratio Dominica) وهي صلاة مسيحية معتمدة لدى جميع الطوائف المسيحية وقد أوصى بها المسيح عندما سأله التلاميذ كيف يصلوا وهي مذكورة في الأناجيل. يوجد العديد من كتب الصلاة والصلوات المعتمدة في بعض الطوائف وليس الأخرى مثل صلاة السلام عليك يا مريم التي لا يلتزمها البروتستانت. في المسيحية، الصلاة هي عملية تقرب إلى الله ويجب على المرء الصلاة قبل وبعد الطعام والنوم والسفر وإلى آخره من الفعاليات حتى ولو كانت صغيرة. وتتميز المسيحية بعدم فرضها على أتباعها فرائض أو شرائع، فمثلا لا تفرض المسيحية قيود على الطعام، بإستثناء الكنيسة الإثيوبية وبعض الكنائس البروتستانتية، كما أن المسيحية لاتفرض على أتباعها ممارسة عادة ختان الذكور، بإستثناء الكنائس الأرثوذكسية المشرقية [43] والكنائس البروتستانتية التي تُجبر أتباعها على ممارسة ختان الذكور، مع ذلك لا تُحَرِّم المسيحية ختان الذكور، لذلك نرى أن عادة ختان الذكور منتشرة بين المسيحيين خاصة بين مسيحيي الشرق الأوسط والدول الإسلامية، وفي العديد من الدول الأفريقية، وفي بعض الأمم والدول المسيحية مثل الولايات المتحدة والفلبين.
يتنطم المسيحيون، خاصة لدى الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية حسب:
* الرعية: هي جماعة من المسيحيين الذين يعيشون بشكل مستقر في مكان ما وهي جزء إداري من الأبرشية في التقسيم الإداري المسيحي في الكنيسة الكاثوليكية، الكنيسة الأنغليكانية، والكنيسة الأرثوذكسية وكنائس أخرى.
كلمة الرعية تدل بصورة عامة إلى مجموعة الناس الذين يحضرون كنيسة معينة، حيث أن في هذا الاستخدام، يكون هناك كاهن رعية واحد يخدم الحضور.
* الأبرشية: هي جماعة المسيحيين الموزعين في رعايا مختلفة، والتابعين للأسقف، في الكنيسة المسيحية الشرقية، الأبرشية (بالإنجليزية: Eparchy) هي وحدة قطاعية كنسية مسؤول عنها المطران أو الأسقف. وهي وحدة رئيسية من الحكم الكنسي.
الأبرشية المهمة (من حيث الحجم، أو التاريخ، أو كلاهما) تسمى بالمطرانية (Archeparchy). في الكنيسة المسيحية الغربية، تسمى الأبرشية باسم "Diocese"، في حين تسمى المطرانية باسم "Archdiocese". وتتألف كل أبرشية من مجموعة رعيات تمتلك كل واحدة منها كنيسة أو مبنى للصلاة وقسيس.
* البطريركية: في القرون الأولى من المسيحية احتلت بعض المدن مكانة خاصة في العالم المسيحي لأهميتها السياسية والثقافية والدينية، ولتأثيرها على مناطق واسعة حولها، ولقد كان لأسقفها سلطة خاصة تمتد على جميع هذه المناطق، فدعي الأسقف بطريرك، والمكان الذي يقيم فيه بطريركية. وتشرف البطريركية على كل الأبرشيات والرعيات التي تقع ضمن نطاقها.
وأهم البطريركيات في العالم المسيحي: بطريركية روما، بطريركية القسطنطنية، بطريركية الإسكندرية، بطريركية أنطاكية وبطريركية القدس. ولا تزال هذه البطريركيات قائمة حتى اليوم.
[عدل] رموز مسيحية
* الصليب: الصليب هو أكثر الرموز المسيحية شهرة في العالم، وقد أضحى رمز الديانة المسيحية.
الصليب "staurov" هو أداة التعذيب والعقاب والإعدام المصنوعة من عمود خشبي يعلق عليه الشخص حتى يموت من الجوع والإجهاد. وقد تطور الصليب حتى أخذ الشكل المألوف في عصر الرومان فصار مكونا من عمود خشبي مثبتا في طرفه الأعلى خشبة مستعرضة لتشد عليها يدي المصلوب وتسمر بها أو تربط بالحبال. وقد اهتم الكتاب المقدس كثيرًا بالصليب فوردت كلمة الصليب 28 مرة في العهد الجديد، وورد فعل الصلب 46 مرة.
اللبرومة
* اللبرومة: تعتبر اللبرومة راية رومانية عسكرية استعملت للمرة الأولى في بدايات القرن الرابع الميلادي، حيث وضع عليها الإمبراطور قسطنطين الكبير الصليب والأحرف الأولى اليونانية من اسم المسيح (Χ خي . Ρ رو ) - (ΧΡΙΣΤΟΣ خريِّستوس) . مع العبارة اللاتينية (سننتصر بهذه العلامة)، فاللبرومة إذًا هي النسخة المسيحية من الراية العسكرية التي كان يستعملها الجيش الروماني.
كانت الراية تصنع من قماش أرجواني اللون وكان صباغ من هذا النوع في تلك الفترة عملة نادرة فقد كان يستخرج من محار من نوع موريكس، وكانت خطوط الراية تطرز بالذهب. في العصور الوسطى كان يعلق عادة في العصا الرعوية للأساقفة وشاح أرجواني كإشارة للبرومة.
بحسب المؤرخ يوسابيوس القيصري (الملقب بأبي التاريخ الكنسي) فإن قسطنطين وهو مزمع أن يخوض الحرب ضد ماكيسينتيوس عام 312 م رأى في السماء الصليب وعبارة (بهذه العلامة ستنتصر)، فاستعمل إشارة الصليب كشعار أو تعويذة خلال معاركه.
تاريخ استعمال اللبرومة تشهد له القطع النقدية المصكوكة في القسطنطينية بعد انتصار قسطنطين على ليسينيوس عام 324 م
* الألف والياء: وهو مصطلح ورد في سفر الرؤيا من العهد الجديد كناية عن الله. (( قد تمت ! أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية. من يعطش فسأعطيه من ينبوع ماء الحياة مجانا)) 21 :6 .
* السمكة: السمكة كانت الرمز والإشارة "بسبب الاضطهادات" فكانت علامة تعارف سرية داخلية خفيّة بين المسيحيين.
إذا أخذ المرء أول حرف من العبارة اليونانية "ييسوس خريستوس ثيو يوس سوتير" يصل إلى لفظة "يخثتس" (اخثيس) التي تعني "سمكة". هكذا يفسّر القديس أوغسطينوس استخدام رمز السمكة: "ومن الكلمات الخمس، إذا جمعتم الحروف الأولى لكلماتها تحصلون على الايختيس أي السمكة التي يُشار فيها سرّيّا إلى اسم المسيح" (كتاب "مدينة الله"، الفصل الثامن عشر). ومن دواعي ربط السمكة بالمسيح أنه اختار صيادين لينشروا رسالته ويصطادوا الناس وأنه كثّر الخبز والسمك. وتنشد الكنيسة البيزنطية: "مبارك أنت أيها المسيح إلهنا الذي أظهر الصيادين جزيلي الحكمة وأنزل عليهم روح القدس وبهم اصطاد المسكونة، يا محب البشر، المجد لك!" وفي القدم كانت فكرة أن المسيح يسوع هو "يشوع الجديد"، فالاسم هو ذاته ويسوع جعلنا نعبر نهر الأردن إلى أرض الميعاد. وبما أن لفظة "نون" في العبرية تعني "سمكة" فيسوع هو "ابن السمكة" لاصطياده الن