يقول الأصدقاء إنه عندما وصل إلى سن البلوغ كان يحلم بالذهاب إلى أمريكا وكان يعلق صورة الممثل الأمريكي كلينت ايستوود على حائط في غرفة نومه.
وهو اليوم هارب دولي يشتبه مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي "أف بي آي" في أنه خطط لهجمات على الولايات المتحدة ومطلوب القبض عليه في تفجيرات بالسعودية والمغرب وتبحث عنه أسبانيا الآن فيما يتعلق بتفجيرات قطارات مدريد في 11 من مارس آذار الجاري.
وحدد المحققون الأسبان الذين يتعقبون المشتبه بهم في هذه الهجمات هوية المطلوب عبد الكريم المجاطي (36 عاما) باعتباره المنسق المشتبه به للهجمات، ولكنه لم يكن بين الذين وردت أسماؤهم في أمر اعتقال دولي كما قالت مصادر قريبة من التحقيقات وكما أفادت رويترز في وقت سابق اليوم الأربعاء.
إلا أنه لم يكن لدى محمد طريف وهو محلل سياسي ومحاضر جامعي تتبع الجماعات الإسلامية المغربية على مدار 20 عاما شك في أن المجاطي شخص مهم جدا، ويقول طريف "ملامح عبد الكريم المجاطي هي صورة طبق الأصل لمنسق بارز في القاعدة". وأضاف "ليس لاعبا صغيرا..فالأجهزة الأمنية المغربية والسعودية والأمريكية كانت تطلب القبض عليه قبل شهور من هجمات مدريد".
وذكرت السعودية اسم المجاطي في ديسمبر كانون الأول الماضي باعتباره واحدا من أهم ستة وعشرين متشددا مطلوبين لديها ونشرت الصحف مرا را صوره باعتباره "مطلوبا" تظهره في كلتا الحالتين وهو حليق اللحية و هو بلحى مختلفة.
ويظهر في إشعار تحت عنوان "مطلوب معلومات" على موقع "أف بي آي" على الإنترنت وهو يبتسم ابتسامة خفيفة وشعر رأس وحليق مهذب بعناية. ويقول الإشعار انه ولد في 30 من أكتوبر تشرين الأول عام 1967 ويستخدم الاسمين المستعارين أبو بشير المغربي وأبو الياس.
وقال طريف "يمكن إن يبدو سعوديا وغربيا أيضا بشكل مقنع. ملامحه الخارجية تتغير على كل شكل".
وفي سبتمبر أيلول الماضي أصدر "أف بي آي" تحذيرا على مستوى العالم للبحث عن المجاطي وثلاثة مشتبه بهم آخرين رابطا إياهم بالقاعدة وقال إن لديه معلومات مخابراتية تفيد بأنهم ربما يخططون لهجمات على الولايات المتحدة.
وورد اسمه في مزيج من تقارير الصحف الفرنسية والأسبانية والمغربية اسمه باعتباره مشتبها به رئيسيا في تفجيرات قطارات مدريد التي لقي فيها 191 شخصا حتفهم عندما انفجرت القنابل في أربعة قطارات ركاب. وتدور شبهات المحققين حول جماعات إسلامية أصولية لها صلة بالقاعدة.
ورسم معارف المجاطي في الدار البيضاء التي ولد فيها صورة له على أنه شاب ودود لا يتصرف كمسلم ملتزم. كان يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير ويستمتع بالحفلات على الشاطيء في سبته ومليلة بمنتجع المحمدية القريب.
والمجاطي ابن موظف حكومي مغربي ثري ووالدته فرنسية. ولا شيء في تربيته كان يشير إلى النفور من الغرب.
وقال أحد المعارف طلب عدم نشر اسمه "كان يحلم وهو شاب بالذهاب إلى الولايات المتحدة وكان يحب الأفلام الأمريكية بشدة".
وقال الأصدقاء إن نقطة التحول بالنسبة للمجاطي جاءت في أواسط التسعينات عندما تخلى عن أسلوب حياته الغربي وانضم إلى المقاتلين العرب في البوسنة ثم في أفغانستان في وقت لاحق. وقالوا إنهم لم يروه في المغرب من قبل وقوع هجمات 11 من سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة عام 2001.
ويحمل المجاطي جواز سفر فرنسيا وكان أول زواج له من أمريكية. إلا أن مصادر بالدار البيضاء أفادت بأنه اتخذ زوجة مغربية ثانية بعد العودة من البوسنة وأفغانستان.
وأضافوا أن المراة تعيش في الدار البيضاء تحت رقابة الشرطة وترتدي ملابس سمراء من الرأس حتى القدمين ولها ولد صغير من المجاطي.