اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم ياالله
المرحلة الثانية من تحرك الامام عليه السلام
هو المدينة المنورة عند خروج الامام الحجة عليه السلام
للامام المهدي ( عليه السلام ) شأن عظيم في المدينة المنورة ، نشير إليه بحديث المفضّل التالي
الجعفي عن الامام الصادق ( عليه السلام ) الذي يبيّن سرور المؤمنين ، وخزي الكافرين ، وأخذ الثأر من الظالمين ، في مُقامه ( عليه السلام ) هناك.
جاء فيه :
قَالَ الْمُفَضَّلُ يَا سَيِّدِي ثُمَّ يَسِيرُ الْمَهْدِيُّ إِلَى أَيْنَ ؟
قَالَ ( عليه السلام ) :
« إِلَى مَدِينَةِ جَدِّي رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَإِذَا وَرَدَهَا كَانَ لَهُ فِيهَا مَقَامٌ عَجِيبٌ يَظْهَرُ فِيهِ سُرُورُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ خِزْيُ الْكَافِرِينَ.
قَالَ الْمُفَضَّلُ يَا سَيِّدِي مَا هُوَ ذَاكَ ؟
قَالَ يَرِدُ إِلَى قَبْرِ جَدِّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَيَقُولُ :
يَامَعَاشِرَ الْخَلاَئِقِ ! هَذَا قَبْرُ جَدِّي رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ؟
فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، يَا مَهْدِيَّ آلِ مُحَمَّد.
فَيَقُولُ : وَ مَنْ مَعَهُ فِي الْقَبْرِ ؟
فَيَقُولُونَ : صَاحِبَاهُ وَ ضَجِيعَاهُ أَبُو بَكْر وَ عُمَرُ.
فَيَقُولُ ـ وَ هُوَ ( عليه السلام ) أَعْلَمُ بِهِمَا وَ الْخَلاَئِقُ كُلُّهُمْ جَمِيعاً يَسْمَعُونَ ـ : مَنْ أَبُو بَكْر وَ عُمَرُ ، وَ كَيْفَ دُفِنَا مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ مَعَ جَدِّي رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ عَسَى الْمَدْفُونُ غَيْرَهُمَا.
فَيَقُولُ النَّاسُ : يَا مَهْدِيَّ آلِ مُحَمَّد ( صلى الله عليه وآله ) مَا هَاهُنَا غَيْرُهُمَا إِنَّهُمَا دُفِنَا مَعَهُ لاَِنَّهُمَا خَلِيفَتَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَ أَبَوَا زَوْجَتَيْهِ.
فَيَقُولُ لِلْخَلْقِ بَعْدَ ثَلاَث : أَخْرِجُوهُمَا مِنْ قَبْرَيْهِمَا.
فَيُخْرَجَانِ غَضَّيْنِ طَرِيَّيْنِ لَمْ يَتَغَيَّرْ خَلْقُهُمَا وَ لَمْ يَشْحُبْ لَوْنُهُمَا.
فَيَقُولُ : هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَعْرِفُهُمَا ؟
فَيَقُولُونَ : نَعْرِفُهُمَا بِالصِّفَةِ ، وَ لَيْسَ ضَجِيعَا جَدِّكَ غَيْرَهُمَا.
فَيَقُولُ : هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ يَقُولُ غَيْرَ هَذَا أَوْ يَشُكُّ فِيهِمَا ؟
فَيَقُولُونَ : لاَ.
فَيُؤَخِّرُ إِخْرَاجَهُمَا ثَلاَثَةَ أَيَّام ثُمَّ.
يَنْتَشِرُ الْخَبَرُ فِي النَّاسِ وَ يَحْضُرُ الْمَهْدِيُّ وَ يَكْشِفُ الْجُدْرَانَ عَنِ الْقَبْرَيْنِ ، وَ يَقُولُ لِلنُّقَبَاءِ : ابْحَثُوا عَنْهُمَا وَ انْبُشُوهُمَا.
فَيَبْحَثُونَ بِأَيْدِيهِمْ حَتَّى يَصِلُونَ إِلَيْهِمَا فَيُخْرَجَانِ غَضَّيْنِ طَرِيَّيْنِ كَصُورَتِهِمَا فَيَكْشِفُ عَنْهُمَا أَكْفَانَهُمَا وَ يَأْمُرُ بِرَفْعِهِمَا عَلَى دَوْحَة يَابِسَة نَخِرَة فَيَصْلُبُهُمَا عَلَيْهَا فَتَحْيَا الشَّجَرَةُ وَ تُورِقُ وَ يَطُولُ فَرْعُهَا.
فَيَقُولُ الْمُرْتَابُونَ مِنْ أَهْلِ وَلاَيَتِهِمَا : هَذَا وَ اللهِ الشَّرَفُ حَقّاً ، وَ لَقَدْ فُزْنَا بِمَحَبَّتِهِمَا وَ وَلاَيَتِهِمَا.
وَ يُخْبِرُ مَنْ أَخْفَى نَفْسَهُ مِمَّنْ فِي نَفْسِهِ مِقْيَاسُ حَبَّة مِنْ مَحَبَّتِهِمَا وَ وَلاَيَتِهِمَا فَيَحْضُرُونَهُمَا وَ يَرَوْنَهُمَا وَ يُفْتَنُونَ بِهِمَا.
وَ يُنَادِي مُنَادِي الْمَهْدِيِّ ( عليه السلام ) كُلُّ مَنْ أَحَبَّ صَاحِبَيْ رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ ضَجِيعَيْهِ فَلْيَنْفَرِدْ جَانِباً فَتَتَجَزَّأُ الْخَلْقُ جُزْءَيْنِ أَحَدُهُمَا مُوَال وَ الآْخَرُ مُتَبَرِّئٌ مِنْهُمَا.
فَيَعْرِضُ الْمَهْدِيُّ عليه السلام عَلَى أَوْلِيَائِهِمَا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمَا.
فَيَقُولُونَ يَا مَهْدِيَّ آلِ رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) نَحْنُ لَمْ نَتَبَرَّأْ مِنْهُمَا ، وَ لَسْنَا نَعْلَمُ أَنَّ لَهُمَا عِنْدَ اللهِ وَ عِنْدَكَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ وَ هَذَا الَّذِي بَدَا لَنَا مِنْ فَضْلِهِمَا ، أَ نَتَبَرَّأُ السَّاعَةَ مِنْهُمَا وَ قَدْ رَأَيْنَا مِنْهُمَا مَا رَأَيْنَا فِي هَذَا الْوَقْتِ مِنْ نَضَارَتِهِمَا وَ غَضَاضَتِهِمَا وَ حَيَاةِ الشَّجَرَةِ بِهِمَا ؟ بَلْ وَ اللهِ نَتَبَرَّأُ مِنْكَ ، وَ مِمَّنْ آمَنَ بِكَ ، وَ مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهِمَا ، وَ مَنْ صَلَبَهُمَا وَ أَخْرَجَهُمَا وَ فَعَلَ بِهِمَا مَا فَعَل.
فَيَأْمُرُ الْمَهْدِيُّ ( عليه السلام ) رِيحاً سَوْدَاءَ فَتَهُبُّ عَلَيْهِمْ فَتَجْعَلُهُمْ كَأَعْجَازِ نَخْل خَاوِيَة.
ثُمَّ يَأْمُرُ بِإِنْزَالِهِمَا فَيُنْزَلاَنِ إِلَيْهِ فَيُحْيِيهِمَا بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى وَ يَأْمُرُ الْخَلاَئِقَ بِالاِجْتِمَاعِ.
ثُمَّ يَقُصُّ عَلَيْهِمْ قَصَصَ فِعَالِهِمَا فِي كُلِّ كُور وَ دُور.
وَ إِشْعَالَ النَّارِ عَلَى بَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ( عليهم السلام ) لاِِحْرَاقِهِمْ بِهَا.
وَ ضَرْبَ يَدِ الصِّدِّيقَةِ الْكُبْرَى فَاطِمَةَ بِالسَّوْطِ ، وَ رَفْسَ بَطْنِهَا ، وَ إِسْقَاطَهَا مُحَسِّناً.
وَ سَمَّ الْحَسَنِ ( عليه السلام ) وَ قَتْلَ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) وَ ذَبْحَ أَطْفَالِهِ وَ بَنِي عَمِّهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ سَبْيَ ذَرَارِيِّ رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ).
وَ إِرَاقَةَ دِمَاءِ آلِ مُحَمَّد ( صلى الله عليه وآله ) وَ كُلِّ دَم سُفِكَ ، وَ كُلَّ فَرْج نُكِحَ حَرَاماً ، وَ كُلَّ رَيْن وَ خُبْث وَ فَاحِشَة وَ إِثْم وَ ظُلْم وَ جَوْر وَ غَشْم.
كُلُّ ذَلِكَ يُعَدِّدُهُ ( عليه السلام ) عَلَيْهِمَا وَ يُلْزِمُهُمَا إِيَّاهُ فَيَعْتَرِفَانِ بِهِ.
ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِمَا فَيُقْتَصُّ مِنْهُمَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بِمَظَالِمِ مَنْ حَضَرَ.
ثُمَّ يَصْلُبُهُمَا عَلَى الشَّجَرَةِ وَ يَأْمُرُ نَاراً تَخْرُجُ مِنَ الاَْرْضِ فَتُحْرِقُهُمَا وَ الشَّجَرَةَ ، ثُمَّ يَأْمُرُ رِيحاً فَتَنْسِفُهُمَا فِي الْيَمِّ نَسْفاً.
ثمّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ ـ يَا مُفَضَّلُ ـ إِلَيْنَا مَعَاشِرَ الاَْئِمَّةِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) نَشْكُو إِلَيْهِ مَا نَزَلَ بِنَا مِنَ الاُْمَّةِ بَعْدَهُ وَ مَا نَالَنَا مِنَ التَّكْذِيبِ وَ الرَّدِّ عَلَيْنَا وَ سَبْيِنَا وَ لَعْنِنَا وَ تَخْوِيفِنَا بِالْقَتْلِ وَ قَصْدِ طَوَاغِيَتِهِمُ الْوُلاَةِ لاُِمُورِهِمْ مِنْ دُونِ الاُْمَّةِ بِتَرْحِيلِنَا عَنِ الْحُرْمَةِ إِلَى دَارِ مُلْكِهِمْ وَ قَتْلِهِمْ إِيَّانَا بِالسَّمِّ وَ الْحَبْسِ.
فَيَبْكِي رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ يَقُولُ : يَا بَنِيَّ مَا نَزَلَ بِكُمْ إِلاَّ مَا نَزَلَ بِجِدِّكُمْ قَبْلَكُمْ.
ثُمَّ تَبْتَدِئُ فَاطِمَةُ ( عليها السلام ) وَ تَشْكُو مَا نَالَهَا مِنْ أَبِي بَكْر وَ عُمَرَ ، وَ أَخْذِ فَدَكَ مِنْهَا ، وَ مَشْيِهَا إِلَيْهِ فِي مَجْمَع مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الاَْنْصَارِ ، وَ خِطَابِهَا لَهُ فِي أَمْرِ فَدَكَ وَ مَا رَدَّ عَلَيْهَا مِنْ قَوْلِهِ : إِنَّ الاَْنْبِيَاءَ لاَ تُورَثُ ، وَ احْتِجَاجِهَا بِقَوْلِ زَكَرِيَّا وَ يَحْيَى ( عليهما السلام ) وَ قِصَّةِ دَاوُدَ وَ سُلَيْمَانَ ( عليهما السلام ) .
وَ قَوْلِ عُمَرَ هَاتِي صَحِيفَتَكِ الَّتِي ذَكَرْتِ أَنَّ أَبَاكِ كَتَبَهَا لَكِ وَ إِخْرَاجِهَا الصَّحِيفَةَ ، وَ أَخْذِهِ إِيَّاهَا مِنْهَا ، وَ نَشْرِهِ لَهَا عَلَى رُءُوسِ الاَْشْهَادِ مِنْ قُرَيْش وَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الاَْنْصَارِ وَ سَائِرِ الْعَرَبِ ، وَ تَفْلِهِ فِيهَا ، وَ تَمْزِيقِهِ إِيَّاهَا ، وَ بُكَائِهَا وَ رُجُوعِهَا إِلَى قَبْرِ أَبِيهَا رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) بَاكِيَةً حَزِينَةً تَمْشِي عَلَى الرَّمْضَاءِ قَدْ أَقْلَقَتْهَا ، وَ اسْتِغَاثَتِهَا بِاللهِ وَ بِأَبِيهَا رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ،