غرباء ولكن
أضع حزني .. على ظهري وأمضي ..
ناحية الموت ..
لأصنع لي تاريخا ً وعالما ً آخر ..
أعيد فيهما نفس الذنوب التي أرتكبتها ..
عندما يستيقظ فجري الأخير ..
سأعزمه .. على فنجان قهوة من صنع أُمّي .. كما كل صباحات سفرنا .. كما كل النهايات ..
تلك التي يستيقظ فيها أبي .. من مخدة سهر .. ليتأكد من حزم الأمتعة والرحيل .. كآخر يد تمسح على الجرح الذي سينزف بنا ناحية غربة جديدة ..
في صباحات ٍ كـ هذه .. نتحلق حول .. رائحتنا و قهوة أُمّي .. ونحدث الوجوه التي ستودعنا .. بصمت .. إلا من قهقهة الفناجين .. المختبأة بينَ أصابعنا والشفاه ..
هذه الوُجوه التي ستودعنا تنظر إلينا .. نظرات اليد التي تلوح للحبيب وهي على الجانب العكسي .. تخفي دمعها .. مستجمعة كل الذكريات .. على أرضية المطار .. والأمتعة .. والمكان ..
وندس في جسد السكون صمتا ً : ربما لا نلتقي !
ويجيبون بنفس النظرة والصمت : نعلم ! .. " ثم يضيفون صمتا ً آخر " .. سنحرسكم بالدعاء .. فالله لن يخيب ظننا ..
غرباء ..
ونمضي !
- أستودعك الله يافجري الأول و الأخير ..
- ليحفظك من أستودعتني .. في خزائنه ..
ونتصافح .. ليضع كل ٌ منا قلبه في يد الآخر ..
ونمضي ..
الطريق ناحية الحياة الجديدة .. يذهبُ صوب الشمس .. وشعوذة تتحدث بداخلي ..
- هذه الشمس .. ثقبٌ كبير .. يسيل منها ضوء العالم الآخر ..
" فأصدقها " ..
هذا الثقب العظيم .. يسيل على عيني بحدة .. ومن حدته وضعت حزنا ً على عيني .. لأتدثر به من أشعة آخر فجر .. تركت له قلبي .. ومضيت ..
وتمتمات .. تمتمات .. وأغاني
للمزيد من مواضيعي