(صرخة طفل رضيع)
\
/
صرخت اول صرخهـ عند ولادتي
لكن لم يفهمني احد
لم تكن صرخة ولادة
بل كانت صرخة الم وحزن
لأني عرفت مصيري منذ ولاتي
فصرخت
(لماذا ولدت؟)
\
/
(صرخة طفل صغير)
\
/
ربيت على الحزن والألم
لم أتذوق طعم السعاده والفرح
لم أجد أم ولا أب
ولا حتى
وطن
فكلهم فَقِدوا في يوم واحد
فصرخت
(ما ذنبي انا؟)
\
/
صرخة شاب
\
/
نضجت ووصلت إلى مرحلة الشباب
وكل يوم الحزن يكبر داخلي
ولازلت إلى ألان
لا اعرف لماذا ولدت
انهارت أحلامي
وتحطمت كل طموحاتي
التي كنت اخطط لها عندما كنت صغير
حيث كنت مثل
لاعب في ساحة كره القدم
يركض ويتعب ويصل إلى درجه اللهاث
لكنه لا يتوقف
ولا يهمه كل هذا التعب
المهم ان يصل إلى المرمى ويسجل الهدف
لكني كلما اكبر سنه
يضيق المرمى عليه
وبالتالي يصعب التهديف
إلى ان وصلت إلى مرحله
فقدت فيها المرمى حيث أصبح
من العجز التسجيل
فانهارت كل أحلامي وطموحاتي
ورضخت إلى حكم الزمن
فصرخت
(لماذا أعيش؟)
\
/
صرخة حبيب
\
/
أحببت عل الحب يسعدني
كما يقولون دائما
الحب يسعد القلوب
لكن الحب كان اشد قسوةمن كل مرحله
لأنني أحببت بجنون
وكان الموت هو الفاصل الذي لم أفكر
فأصابت قلب من أحب شظية
أخرجتني منه بقسوة
وبقيت أعيش
بألم شديد
فصرخ صرخة عاشق مجروح
(كـــــلا)
\
/
صرخة أم
\
/
تحنت بدماء ولدها الذي خرج
إلى الشارع بعد ان أصابه
الملل من الجلوس بين
جدران المنزل
ما ان خرج حتى أعادوه
بتابوت
فصرخت
(كيف استطعت ان تتركني وحيده؟)
\
/
صرخة أب
\
/
انحني ظهره من تعب السنين
ومات قلبه ببطء
وهو يرتشف الهم مع كل
نفس سيجاره
ومع كل رشفه ماء
وهو يرى ابانئه بين خوف ورعب
فصرخ
(الى متى نبقى هكذا؟)
\
/
صرخة مهجّر
\
/
قضيت كل سنين عمري مع جاري
وفي يوم مضلم ملبد بغيوم الحقد
والكراهية
وجد على عتبه داره
ضرف فيه طلقه ناريه ومعناااااااها
اخرجوا
من دياركم قبل ان تصيب هذه الطلقة أحدكم
وماان يفعل شئ
سوى ان يبكي على جيرانه الذين سيتركهم
لأنه أصبح
مهجر
فصرخ
(حسبنا الله ونعم الوكيل)
\
/
صرخة وطن
\
/
إلى متى يحصل هذا في ارضي
وبأبنائي
وأنا كنت ملاذ للخائفين
من الغرباء
كيف أُصبح خوف للآمنين من أبنائي
فلم يصرخ وطني
لأنه كان
لسان لا يجد الشفتين
وبقيت تتوالى الصرخات حتى أصبحت
منصهرا يذوب في مسامع
الذين حولنا
ويبقى السؤال
\
/
إلى متى نبقى نصرخ؟
\
/
تقبلوا هذه الصرخات
من عراقي
تعبت من سماعها كل يوم
فأحببت ان تسمعوها