عتبر داود النبي مثلا قويا في ممارسة الصلاة الكثيرة والتسبيح والترتيل أمام الله بفرح وخشوع على مدى النهار والليل. ويتضح من خلال حياته قوة العلاقة القائمة بين الصلاة والتسبيح وبين شركة الروح القدس وسكناه في قلب الإنسان.
*
فالمواظبة على الصلوات التسابيح في الكنيسة تدخلنا في سيرة الروحانيين بدون عناء وبدون كبرياء وهي قادرة أن تغيرنا قليلا قليلا من شكلنا العالمي الدنيوي الى شكل جديد حبيب الى الله والناس أيضا.
*
التسبيح عندما يكون من القلب يوقظ فينا وعي الخلود الكامن في أعماقنا, ويزيد تعلقنا بالحياة الأبدية.. وبعد ذلك يعتاد الإنسان على جو التسبيح وكأنه جو السماء أو الوطن الأفضل الذي يتنسم فيه رائحة الله... بمجرد أن يسمع خورس الكنيسة يسبح.
*
خورس التسبيح في الكنيسة يستخدمه الروح القدس لجذب قلوب التائبين نحو السماء, ولتغليب صوت الله على صوت العالم الزائل.
*
الاشتراك في التسبيح الجماعي داخل الكنيسة يذيب الفوارق بين الفرد والجماعة كما يذوب صوته في وسط صوتهم, كأنما التسبيح يؤلف بين المؤمنين ويعدهم ليكونوا صوتا واحدا لقلب واحد و روح واحد. لان اللحن يعزل الإنسان عن العالم كما يعزله عن أنانيته.. ويعد اللحن في الكنيسة القبطية –عبادة- سواء كان الشخص يقول اللحن بفمه أو يسمعه ويشترك فيه بقلبه.