قد أشاد الإمام (عليه السلام) بفضل أهل البيت الذين هم مصدر الوعي ، والإيمان في دنيا الإسلام ، حيث قال (عليه السلام) :
«قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة ، والولاية ، ونوّرنا السبع الطرائق بأعلام الفتوة ، فنحن ليوث الوغى ، وغيوث الندى ، وفينا السيف والقلم في العاجل ، ولواء الحمد والعلم في الآجل ، وأسباطنا خلفاء الدين ، وحلفاء اليقين ، ومصابيح الأمم ، ومفاتيح الكرم فالكريم لبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء ، وروح القدس في جنان الصاقورة[9]ذاق من حدائقنا الباكورة[10] وشيعتنا الفئة الناجية ، والفرقة الزاكية ، صاروا لنا ردءً وصوناً ، وعلى الظلمة إلباً.. وسينفجر لهم ينابيع الحيوان ، بعد لظى النيران ، لتمام الرواية ، والغواشي من السنين . .»[11].
2 ـ قال أحمد بن إسحاق : دخلت على مولانا أبي محمّد الحسن بن عليٍّ العسكريِّ (عليهما السلام) فقال : ياأحمد ما كان حالكم فيما كان فيه النّاس من الشكِّ والارتياب ؟ فقلت له : ياسيّدي لمّا ورد الكتاب لم يبق منّا رجل ولا إمرأة ولا غلام بلغ الفهم إلاّ قال بالحقِّ ، فقال : احمد الله على ذلك ياأحمد أما علمتم أنَّ الأرض لا تخلو من حجّة وأنا ذلك الحجّة ـ أو قال : أنا الحجّة ـ . [12]
3 ـ قال أحمد بن إسحاق : خرج عن أبي محمّد (عليه السلام) إلى بعض رجاله في عرض كلام له : ما مني أحدٌ من آبائي (عليهم السلام) بما منيت به من شكِّ هذه العصابة فيَّ ، فإن كان هذا الأمر أمراً اعتقدتموه ودنتم به إلى وقت ثمَّ ينقطع فللشكِّ موضعٌ ، وإن كان متّصلاً ما اتّصلت اُمور الله عزَّوجلَّ فما معنى هذا الشكِّ ؟![13]
الإمام المهدي (عليه السلام)في تراث الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
روي عن الحسن بن ظريف انه قال : اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب فيهما الى أبي محمد (عليه السلام) فكتبت أسأله عن القائم (عليه السلام) إذا قام بما يقضي وأين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس ؟ وأردت أن أسأله عن شيء لحمّى الرّبع فأغفلت خبر الحمّى . فجاء الجواب :
«سألت عن القائم فإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود (عليه السلام) لا يسأل البيّنة ، وكنت أردت أن تسأل لحمّى الربع فأنسيت ، فاكتب ورقة وعلّقه على المحموم فإنّه يبرأ بإذن الله إن شاء الله: ( يانار كونى برداً وسلاماً على إبراهيم ) . قال : فعلّقنا عليه ما ذكر أبو محمد (عليه السلام) فأفاق[14].
وبشر الإمام العسكري (عليه السلام) ، خواص شيعته بولادة الحجة المنتظر الإمام المهدي(عليه السلام) ; ضمن مكاتباته إليهم ، أو حينما كانوا يحضرون عنده .
وقد مرّت علينا مجموعة من هذه النصوص في الفصل الثاني من الباب الرابع عند بحث عن متطلبات الجماعة الصالحة في عصر الإمام العسكري(عليه السلام)[