روي عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل افترض على بني إسرائيل صوم يوم في السنة يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من المحرم، فصوموه ووسعوا على أهليكم فيه، فإنه من وسع على أهله من ماله يوم عاشوراء وسع عليه سائر سنته، فصوموه فإنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذي رفع الله فيه إدريس مكانا عليا، وهو اليوم الذي نجى فيه إبراهيم من النار ، وهو اليوم الذي أخرج فيه نوحا من السفينة ، وهو اليوم الذي أنزل الله فيه التوراة على موسى، وفيه فدى الله إسماعيل من الذبح، وهو اليوم الذي أخرج الله يوسف من السجن، وهو اليوم الذي رد الله على يعقوب بصره، وهو اليوم الذي كشف الله فيه عن أيوب البلاء، وهو اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت ، وهو اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبنى إسرائيل، وهو اليوم الذي غفر الله لمحمد ذنبه ما تقدم وما تأخر ، وفى هذا اليوم عبر موسى البحر ، وفى هذا اليوم أنزل الله تعالى التوبة على قوم يونس، فمن صام هذا اليوم كانت له كفارة أربعين سنة ، وأول يوم خلق الله من الدنيا يوم عاشوراء، وأول مطر نزل من السماء يوم عاشوراء، وأول رحمة نزلت يوم عاشوراء، فمن صام يوم عاشوراء فكأنما صام الدهر كله، وهو صوم الأنبياء، ومن أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبدالله تعالى مثل عبادة أهل السموات السبع، ومن صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وخمسين مرة قل هو الله أحد غفر الله خمسين عاما ماض وخمسين عاما مستقبل وبنى له في الملا الأعلى ألف ألف منبر من نور ، ومن سقى شربة من ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين، ومن أشبع أهل بيت مساكين يوم عاشوراء، مر على الصراط كالبرق الخاطف، ومن تصدق بصدقة يوم عاشوراء فكأنما لم يرد سائلا قط، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض مرضا إلا مرض الموت، ومن اكتحل يوم عاشوراء لم ترمد عينيه تلك السنة كلها، ومن أمر يده على رأس يتيم فكأنما بر يتامى ولد آدم كلهم ، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة ألف ملك، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف حاج ومعتمر ، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف شهيد ، ومن صام يوم عاشوراء كتب له أجر سبع سموات وفين خلق الله السموات والارضين والجبال والبحار ، وخلق العرش يوم عاشوراء، وخلق القلم يوم عاشوراء، وخلق اللوج يوم عاشوراء، وخلق جبريل يوم عاشوراء، ورفع عيسى يوم عاشوراء، وأعطى سليمان الملك يوم عاشوراء، ويوم القيامة يوم عاشوراء ، ومن عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم".
ضعيف
رواه الطبراني عن أنس مرفوعا، وفي إسناده الهيصم بن شداخ مجهول، ورواه العقيلي عن أبي هريرة، وقال سليمان بن أبي عبد الله مجهول، والحديث غير محفوظ.
قال ابن الجوزي في الموضوعات: هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه، ولقد أبدع من وضعه وكشف القناع ولم يستحيى، وأتى فيه المستحيل وهو قوله: وأول يوم خلق الله يوم عاشوراء، وهذا تغفيل من واضعه لأنه إنما يسمى يوم عاشوراء إذا سبقه تسعة، وقال فيه خلق السموات والأرض والجبال يوم عاشوراء".
قال العقيلى: الهيصم مجهول والحديث غير محفوظ . قال ابن حبان : الهيصم يروى الطامات لا يجوز الاحتجاج به.اهـ.
قال في اللآلىء: قال الحافظ أبو الفضل العراقي في أماليه قد ورد من حديث أبي هريرة من طرق صحح بعضها أبو الفضل بن ناصر وتعقبه ابن الجوزي في الموضوعات، وابن تيمية في فتوى له فحكما بوضع الحديث من تلك الطريق، قال والحق ما قالاه وسليمان المذكور ذكره ابن حبان في الثقات والحديث حسن على رأيه وقد روى من حديث أبي سعيد عند البيهقي في الشعب وابن عمر عند الدارقطني في الأفراد .
وقال الدارقطني: حديث أبن عمر منكر من حديث الزهري عن سالم وإنما يروي هذا من قول إبراهيم بن محمد بن المنتثر ويعقوب بن خرة ضعيف وأما حديث أبي هريرة فقال العقيلي سليمان مجهول والحديث غير محفوظ فلا يثبت هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث مسند .اهـ.
وروي: "إن الله افترض على بني إسرائيل صوم يوم في السنة، وهو يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرم فصوموه، ووسعوا على أهليكم فإنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم إلخ". سبق تخريجه .
وحديث التوسعة على الأهل: "من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء، أوسع الله عليه سائر سنته"، قال فيه الألباني: طرقه كلها واهية، وبعضها أشد ضعفا من بعض. ضعيف الترغيب والترهيب:(1/313).
وأما ما يفعلونه اليوم من أن عاشوراء يختص بذبح الدجاج وغيرها، ومن لم يفعل ذلك عندهم فكأنه ما قام بحق ذلك اليوم، وكذلك طبخهم فيه الحبوب، وغير ذلك، ولم يكن السلف رضوان الله عليهم يتعرضون في هذه المواسم ولا يعرفون تعظيمها إلا بكثرة العبادة والصدقة والخير واغتنام فضيلتها، لا بالمأكول، بل كانوا يبادرون إلى زيادة الصدقة وفعل المعروف. المدخل: (1/280).
+ @ +
ما روي في الاكتحال يوم عاشوراء
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي r قال: "من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا".
موضوع.
رواه الحاكم عن ابن عباس مرفوعا وفي إسناده جويبر ، قال الحاكم أنا أبرأ إلى الله من عهدة جويبر وقال في اللآلىء أخرجه البيهقي في الشعب وقال إسناده ضعيف بمرة ورواه ابن النجار في تاريخه من حديث أبي هريرة وفي إسناده إسماعيل ابن معمر بن قيس قال في الميزان ليس بثقة.
قال البيهقي: إسناده ضعيف بمرة فجويبر ضعيف والضحاك لم يلق ابن عباس انتهى. ومن طريق البيهقي رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" ونقل عن الحاكم أنه قال فيه: حديث موضوع وضعه قتلة الحسين رضي الله عنه انتهى. وجويبر قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: متروك وأما إن الضحاك لم يلق ابن عباس فروى ابن أبي شيبة في "مصنفه" حدثنا أبو داود عن شعبة قال: أخبرني مشاش قال: سألت الضحاك هل رأيت ابن عباس؟ فقال: لا انتهى. نصب الراية (2/313).
وقال ابن رجب في لطائف المعارف كل ما روى في فضل الاكتحال والاختضاب والاغتسال فيه موضوع لم يصح.كشف الخفاء (2/1407).
وهو في ضعيف الجامع برقم (5467)، والضعيفة برقم (624).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لم يرد فيما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل، والاغتسال، والحنّاء، والمصافحة، وطبخ الحبوب، وإظهار السرور، وغير ذلك لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي r، ولا عن أصحابه، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، ولا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئا، لا عن النبي r ولا الصحابة ولا التابعين، لا صحيحا ولا ضعيفا، لا في كتب الصحيح ولا في السنن ولا المسانيد، ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة. مجموع الفتاوى: (25/160-161).
+ @ +