و حديث الكساء (1) هو الحديث الوارد عن رسول الله (ص) في (علي و فاطمة و الحسن و الحسين (ع) ) ،عند نزول آية التطهير،و قد سبق و أن تحدثنا عن ذلك،و أوردنا آراء بعض المفسرين و الروايات الواردة في هؤلاء المطهرين في بحث (أهل البيت في القرآن) ،و نعود هنا فنورد روايات اخرى لتعزيز الفكرة،و تعميق الغاية التي توخاها رسول الهدى (ص) من وراء ذلك.
و طريق هذا الحديث و أسانيده كثيرة في كتب الحديث و الرواية و التفسير نذكر منها:
«و أما ما روي عن ام سلمة زوجة النبي (ص) (رضي الله عنها) ،فروى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده يرفعه إلى ام سلمة قالت:بينما رسول الله (ص) في بيتي يوما إذ قال الخادم إن عليا و فاطمة بالسدة،قالت:فقال لي النبي:قومي،تنحي عن أهل بيتي،قالت:فقمت فتنحيت في جانب البيت قريبا فدخل علي و فاطمة و الحسن و الحسين و هما صبيان صغيران،فأخذ الحسن و الحسين فوضعهما في حجره و قبلهما و اعتنق عليا بإحدى يديه و فاطمة باليد الاخرى و جللهم بخميصة (2) سوداء،و قال:
(اللهم إليك لا إلى النار،أنا و أهل بيتي،قالت ام سلمة:و أنا يا رسول الله،فقال (ص) :و أنت (3) ».
و روى الواحدي في كتابه المسمى بأسباب النزول يرفعه بسنده إلى ام سلمة (رض) أنها قالت :كان النبي (ص) في بيتها يوما فأتته فاطمة (ع) ببرمة فيها عصيدة فدخلت بها عليه،فقال لها:ادعي لي زوجك و ابنيك،فجاء علي و الحسن و الحسين فدخلوا و جلسوا يأكلون و النبي (ص) جالسا على دكة،و تحته كساء خيبري،قالت:و أنا في الحجرة قريبا منهم،فأخذ النبي (ص) الكساء،فغشاهم به ثم قال:«اللهم أهل بيتي و خاصتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» .
قالت:فأدخلت رأسي،قلت:و أنا معكم يا رسول الله،قال (ص) :إنك إلى خير،إنك إلى خير،فأنزل الله عز و جل:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) (4) .
تعليقات:
1ـسمي حديث الكساء لأن رسول الله (ص) جمع أهل بيته الأربعة و جللهم بكسائه.
2ـالخميصة:كساء أسود مربع له علمان.
3ـيعني بقوله (ص) ،و أنت لست إلى النار.
4ـابن الصباغ المالكي/الفصول المهمة في أحوال الأئمة/ص 25ـ .26
سيرة رسول الله و أهل بيته(ع) ج 1 ص 356
مؤلف: لجنة التأليف مؤسسة البلاغ