خطط الباطل ضد حركة ظهور دولة الحق في كل زمان ومكان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية إجلال وتقدير ,
بداية نحن نعلم ومن خلال الروايات الواردة عن أهل بيت النبوة الأطهار عليهم الصلاة والسلام , بأن دولة الخلافة الإلهية العالمية في الأرض تكون آخر الدول وإنها تتحقق في آخر الزمان , ولكن لم يرد في الروايات الشريفة نفياً مطلقاً لنشوء دويلات صغيرة للحق ربما بين فترة وأخرى من التأريخ هنا أو هناك في أنحاء المعمورة ,
وبشكل مبسط ومن أجل توضيح المطلب , نلاحظ بأن المعركة بين الحق والباطل تدور رحاها منذ أن خلق الله تعالى نبيه آدم عليه السلام , ولكن تبدو ملامح سلوك الباطل وأهله في هذه المعركة واضحة مهما إختلفت آلياته بين حين وآخر تماشياً مع متطلبات الصراع في كل عصر ومرحلة , ولا يفوتنا بأن ميادين الصراع متنوعة , فمنها العسكرية , ومنها السياسية , ومنها الإقتصادية , ومنها العلمية , ومنها الدينية , ومنها القومية , ومنها الإجتماعية , ومنها الثقافية , وغيرها ,
إذن فالمعركة هي بين معسكرين هما , معسكر الباطل وأهله من جهة , ومعسكر الحق وأهله من جهة أخرى , ولكل معسكر منهما قادة دُعاة وأتباع مناصرين ,
وأما خطط الباطل وأهله ضد الحق وأهله فهي عموماً على طريقتين كالآتي :
أولاً ـ الخطة ( أ ) أو ( المربع الأول ) /
وهي عندما يكون كل من معسكر الحق ومعسكر الباطل في ساحتين منفصلتين عن بعضهما ولكل منهما حدود خاصة وبينهما ميدان مواجهة واضح المعالم , وبهذه الحالة فإن الباطل يستخدم الأساليب التالية :
1 ـ أسلوب محاولة إستمالة كفة أهل الحق ( الدُعاة منهم والأتباع على حد سواء ) إلى كفة أهل الباطل , وذلك بإدعاء أن منهج الباطل هو الأرجح وتصويره بأنه هو الأصح وعين الصواب وإدعاء حتمية إنتصاره وفوز أهله , لتسقيط أرجحية منهج الحق وتصويره بأنه محض الخطأ وعين الإنحراف وإدعاء حتمية هزيمته وخسران أهله .
2 ـ أسلوب إستمالة كفة أهل الحق بالإغراء ( الدُعاة منهم والأتباع على حد سواء ) , وذلك بعرض المغريات عليهم بمختلف أنواعها .
3 ـ إسلوب إنقضاض أهل الباطل على أهل الحق من أجل القضاء عليهم بإستخدام عناصر القوة المتوفرة لدى معسكر الباطل وإستغلال عناصر الضعف لدى معسكر الحق في المقابل إن وُجدت , وخصوصاً عندماً تكون موازين القوة بينهم غير متكافئة ولصالح معسكر الباطل .
ومثال ذلك ماحدث في معركة الطف التي وقعت في كربلاء بين معسكر الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وبين معسكر جيش يزيد عليه وعلى جيشه لعنة الله .
ثانياً ـ الخطة ( ب ) أو ( المربع الثاني ) /
وهي عندما يكون كل من معسكر الحق ومعسكر الباطل غير منفصلين عن بعضهما بل متداخلين في ساحة الصراع بحيث يكون ميدان المواجهة بينهما شائكاً ومتشعباً وغير محدد المعالم , وبهذه الحالة فإن الباطل يستخدم الأساليب التالية :
1 ـ أسلوب إختراق معسكر أهل الباطل لمعسكر أهل الحق بأن يَدُسّ فيه عناصر مزيفة ,
حيث إن هذه العناصر المزيفة تارة تدّعي كذباً بأنها من ضمن قادة ودُعاة الحق من أجل ان يلتف حولها أتباع وأنصار الحق الحقيقيين ,
وتارة تدّعي هذه العناصر المزيفة كذباً بأنها من أتباع وانصار الحق , فتقوم بالإلتفاف حول قادة ودُعاة الحق الحقيقيين كقواعد شعبية ,
وبهذا يبقى قادة ودُعاة الحق الحقيقيين بدون قواعد شعبية حقيقية عند حصول المواجهة في ميدان الصراع .
وكذلك يجد أتباع وأنصار الحق الحقيقيين أنفسهم بدون قيادة حقيقية تقودهم عند حصول المواجهة في ميدان الصراع .
ومثال ذلك ماحدث في زمن السفارة في الغيبة الصغرى في قضية دفع الحقوق الشرعية من قبل الشيعة إلى سفير الإمام عندما قام العباسيين بدس أناس مزيفين يدفعون الحقوق الشرعية وكذلك دس وكلاء مزيفين يستلمون الحقوق الشرعية , من أجل القبض على الوكلاء الحقيقيين المستلمين والدافعين الحقيقيين من الشيعة, ولكن الإمام المهدي عليه السلام أمر حينها بإيقاف عملية تسليم وإستلام الحقوق الشرعية , فوصلت أموال العباسيين المزيفة إلى الوكلاء المزيفين المندسين بين الناس .
2 ـ أسلوب إختراق معسكر أهل الباطل لمعسكر أهل الحق بأن يَدُسّ فيه عناصر مزيفة ,
تارة تدّعي هذه العناصر كذباً بأنها من قادة ودُعاة الحق فتقوم بتحريف الحق عن مواضعه وتقدّمه إلى أتباع وأنصار الحق الحقيقيين من أجل إضلالهم عن الصراط المستقيم .
وتارة تدّعي هذه العناصر المزيفة كذباً بأنها من أتباع وأنصار الحق فتقوم بمهاجمة ورفض قادة ودُعاة الحق الحقيقيين من أجل إسقاطهم عن موقع القيادة .
ومثال ذلك ما يقع من مدعي النبوة والمهدوية والسفارة الخاصة كذباً وأعداء المرجعية الدينية للحوزة العلمية الراعية لأتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام .
جعلنا الله وإياكم من أهل الحق ومناصريه .
وشكرا .
موضوع جميل ومنقول تميز بدقته وتحليله
من الامور التي يجب علينا في هذا الزمن فعلها والتمسك بها هو نشر فكر الامام المهدي عليه السلام باعمالنا واقوالنا وان لانهاب احدا في الحق فالان عصرنا عصر حياة او موت اي اثبات وجود