منـــــــــــــتـــــــــديات نــــــــــهــــــــــــــــــاد
اهلا وسهلا
انت لحد الان لم تسجل معنا ونحن نتشرف بتسجيلك معنا اخي الزائر الكريم
منتديات نــــــهـــــــــا د
منـــــــــــــتـــــــــديات نــــــــــهــــــــــــــــــاد
اهلا وسهلا
انت لحد الان لم تسجل معنا ونحن نتشرف بتسجيلك معنا اخي الزائر الكريم
منتديات نــــــهـــــــــا د
منـــــــــــــتـــــــــديات نــــــــــهــــــــــــــــــاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منـــــــــــــتـــــــــديات نــــــــــهــــــــــــــــــاد


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 

 عدد الضغطات  : 2




 

 رواية انت لي لاتفوتكم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نونو1
مشرف عام
مشرف عام
نونو1


عدد المساهمات : 689
تاريخ التسجيل : 01/09/2009
العمر : 33

nehad11
nnnn: 50

رواية انت لي لاتفوتكم Empty
مُساهمةموضوع: رواية انت لي لاتفوتكم   رواية انت لي لاتفوتكم I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 29, 2009 10:56 pm

السلام عليكم


اخواني اخواتي اسمحوا لي ان انقل لكم روايه اعجبتني كثيرا


وهي روايه لكاتبه سعوديه جديده لكنها حقا مبدعه


وهي الكاتبه الدكتورة منى المرشود


وعنوان الروايه


انت لي


الحلقة الاولى


مخلوقة اقتحمت حياتي


توفي عمي وزوجته في حادث مؤسف قبل شهرين وتركا طفلتهما



الوحيدة/رغد/والتي تقترب من الثالثة من عمرها .....لتعيش يتيمة مدى الحياة



في البداية بقيت الصغيرة في بيت خالتها لترعاها..ولكن,ونظرا لظروف خالتها



العائلية اتفق الجميع على ان يظمها والدي الينا ويتولى رعايتها من الان فصاعدا


انا وأخواتي لانزال صغارا,ولانني اكبرهم سنا فقد تحولت فجأة الى رجل راشد ومسؤول بعد حضور رغد الى بيتنا.


كنا ننتظر عودة ابي بالصغيرة,سامر, ودانه, كانا في قمة السعادة لآن عضو جديد سينضم اليهما ويشاركهما اللعب!


أما والدتي فكانت متوترة وقلقة


انا لم يعني لي الامر الكثير أو هكذا كنت اظن!


وصل ابي اخيرا...


قبل ان يدخل الغرفة حيث كنا نجلس وصلنا صوت صراخ رغد!


سامر ودانة قفزا فرحا وذهبا نحو الباب راكضين


"بابا...بابا.....أخيرا"


قالت دانة وهي تقفز نحو ابي,والذي كان يحمل رغد على ذراعه ويحاول تهدئتها لكن رغد عندما رأتنا ازدادت صرخاتها ودوت المنزل بصوتها الحاد!!!


تنهدت وقلت في نفسي:


أوه!هاقد,,, بدأنا"!


أخذت امي الصغيرة وجعلت تداعبها وتقدم اليها الحلوى لعلها تسكت!


في الواقع,لقد قضينا وقتا عصيبا ومزعجا مع هذه الصغيرة ذلك اليوم,


"أين ستنام الطفلة؟"


سأل والدي والدتي مساء ذلك اليوم.


"مع سامر ودانة في غرفتهما"!


دانه قفزت فرحا لهذا الامر .الا ان ابي قال"


"لايمكن ياام وليد!دعينا نبقيها معنا بضع ليال الى ان تعتاد أجواء المنزل,أخشى ان تستيقظ ليلا وتفزع ونحن بعيدا عنها!


ويبدو ان امي استساغت الفكره,فقالت:معك حق,اذن دعنا ننقل السرير الى غرفتنا"


ثم التفتت الي:


"وليد,انقل سرير رغد الى غرفتنا,


اعترض والدي:


سأنقله انا..... انه ثقيل"!


قالت امي:


"لكن وليد رجل قوي!انه من وضعه في غرفة الصغيرين على اية حال"!


رجل قوي؛هو وصف يعجبني كثيرا!


امي اصبحت تعتبرني رجلاوانا في الحادية عشر من عمري!هذا رائع!


قمت بكل زهو وذهبت الى غرفة شقيقي ونقلت السرير الصغير الى غرفة والدي.


عندما عدت الى حيث البقية يجلسون,وجدت الصغيرة نائمة بسلام!


لابد انها تعبت كثيرا بعد ساعات الصراخ والبكاء التي عاشتها هذا اليوم.


انا ايضااحسست بالتعب,ولذلك اويت الى فراشي مبكرا.


....................


نهضت في ساعة مبكرة من اليوم التالي على صوت صراخ اخترق جدران الغرفة من حدته!انها رغد المزعجة


خرجت من غرفتي متذمرا,وذهبت الى المطبخ المنبعثة منه صرخات ابنة عمي هذه


"امي!اسكتي هذه المخلوقة فأنا اريد ان انام"!



تأوهت امي وقالت بضيق:



"أو تظنني لا أحاول ذلك ! إنها فتاة ٌصعبة ٌ جدا ! لمتدعنا ننام غير ساعتين أو ثلاث والدك ذهب للعمل دون نوم ! "



كانت رغد تصرخ و تصرخ بلا توقف .



حاولت أن أداعبها قليلا و أسألها :



" ماذا تريدين يا صغيرتي ؟ "



لم تجب !



حاولت أن أحملها و أهزها ... فهاجمتني بأظافرها الحادة !



و أخيرا أحضرت إليها بعض ألعاب دانهفرمتني بها !



إنها طفلة مشاكسة ، هل ستظل في بيتنا دائما ؟؟؟ ليتهم يعيدوها من حيث جاءت !



في وقت لاحق ، كان والداي يتناقشان بشأنها .



" إن استمرت بهذه الحال يا أبا وليد فسوف تمرض ! ماذايمكنني أن أفعل من أجلها ؟ "



" صبرا يا أم وليد ، حتى تألف العيشبيننا "



قاطعتهما قائلا :




" و لماذا لا تعيدها إلى خالتها لترعاها ؟ ربما هي تفضل ذلك ! "


أزعجت جملتي هذه والدي فقال :



" كلا يا وليد ، إنها ابنة أخي و أنا المسؤول عن رعايتها منالآن فصاعدا . مسألة وقت و تعتاد على بيتنا "




و يبدو أن هذا الوقت لن ينتهي ...



مرت عدة أيام و الصغيرة على هذه الحال ، و إن تحسنت بعضالشيء و صارت تلعب مع دانه و سامر بمرح نوعا ما



كانت أمي غاية في الصبرمعها ، كنت أراقبها و هي تعتني بها ، تطعمها ، تنظفها ، تلبسها ملابسها ، تسرحشعرها الخفيف الناعم !



مع الأيام ، تقبلت الصغيرة عائلتهاالجديدة ، و لم تعد تستيقظ بصراخ و كان على وليد ( الرجل القوي ) أن ينقل سرير هذهالمخلوقة إلى غرفة الطفلين !



بعد أن نامت بهدوء ، حملتها أمي إلىسريرها في موضعه الجديد . كان أخواي قد خلدا للنوم منذ ساعة أو يزيد .



أودعت الطفلة سريرها بهدوء .



تركت والدتي الباب مفتوحا حتى يصلها صوت رغد فيما لو نهضت وبدأت بالصراخ



قلت :



" لا داعي يا أمي ! فصوت هذه المخلوقةيخترق الجدران ! أبقه مغلقا ! "



ابتسمت والدتي براحة ، و قبلتني و قالت :



" هيا إلى فراشك يا وليد البطل ! تصبح على خير "



كم أحب سماع المدح الجميل من أمي !



إنني أصبحت بطلا في نظرها ! هذا شيء رائع ... رائع جدا !



و نمت بسرعة قرير العين مرتاح البال .



الشيء الذي أنهضني و أقض مضجعي كان صوتا تعودت سماعه مؤخرا



إنه بكاء رغد !



حاولت تجاهله لكن دونجدوى !



يا لهذه الـ رغد ... ! متى تسكتيها يا أمي !



طال الأمر ، لم أعد أحتمل ، خرجت من غرفتي غاضبا و في نيتيأن أتذمر بشدة لدى والدتي ، إلا أنني


لاحظت أن الصوت منبعث من غرفة شقيقي ّ
نعم ، فأنا البارحة نقلت سريرها إلى هناك !






ذهبت إلى غرفة شقيقي ّ ، و كان الباب شبه مغلق ، فوجدت الطفلة في سريرها تبكي دون أن ينتبه لهاأحد منهما !


لم تكن والدتي موجودة معها .



اقتربت منها و أخذتها من فوق السرير ، و حملتها على كتفي وبدأت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .



و لأنها استمرت في البكاء، خرجت بها من الغرفة و تجولت بها قليلا في المنزل



لم يبد ُ أنها عازمة على السكوت !



يجب أن أوقظ أمي حتى تتصرف ...



كنت في طريقي إلى غرفة أمي لإيقاظها ، و لكن ...



توقفت في منتصف الطريق ، و عدت أدراجي ... و دخلت غرفتي وأغلقت الباب .



والدتي لم تذق للراحة طعما منذ أتت هذه الصغيرة إلينا .



و والدي لا ينام كفايته بسببها .



لن أفسد عليهما النوم هذه المرة !



جلست على سريري و أخذت أداعب الصغيرة المزعجة و ألهيها بطريقة أو بأخرى حتى تعبت ، و نامت ، بعد جهد طويل !



أدركت أنها ستنهض فيما لو حاولت تحريكها ، لذا تركتها نائمة ببساطة على سريري و لا أدري ، كيف نمت ُ بعدها !



هذه المرة استيقظت على صوت أمي !



" وليد ! ما الذي حدث ؟ "



" آه أمي ! "



ألقيت نظرة من حولي فوجدتني أنام إلى جانب الصغيرة رغد ، و التي تغط في نوم عميق و هادىء !



" لقد نهضت ليلا و كانت تبكي .. لم أشأ إزعاجك لذا أحضرتهاإلى هنا ! "



ابتسمت والدتي ، إذن فهي راضية عن تصرفي ، و مدت يدها لتحمل رغد فاعترضت :



" أرجوك لا ! أخشى أن تنهض ، نامت بصعوبة ! "



و نهضت عن سريري و أنا أتثاءب بكسل .



" أدي الصلاة ثم تابع نومك في غرفة الضيوف . سأبقى معها "



ألقيت نظرة على الصغيرة قبل نهوضي !



يا للهدوء العجيب الذي يحيط بها الآن!



بعد ساعات ، و عندما عدت إلى غرفتي ، وجدت دانه تجلس على سريري بمفردها . ما أن رأتني حتى بادرت بقول :



" أنا أيضا سأنام هناالليلة ! "



أصبح سريري الخاص حضانة أطفال !



فدانه ، و البالغة من العمر 5 سنوات ، أقامت الدنيا وأقعدتها من أجل المبيت على سريري الجذاب هذه الليلة ، مثل رغد !



ليس هذا الأمر فقط ، بل ابتدأت سلسلة لا نهائية من ( مثلرغد ) ...



ففي كل شيء ، تود أن تحظى بما حظيت به رغد . و كلما حملت أمي رغد على كتفيها لسبب أو لآخر ، مدت دانه ذراعيها لأمها مطالبة بحملها (مثل رغد ) .



أظن أن هذا المصطلح يسمى ( الغيرة ) !



يا لهؤلاء الأطفال !



كم هي عقولهم صغيرة وتافهة !





كانت المرة الأولي و لكنها لم تكن الأخيرة ... فبعد أيام ، تكرر نفس الموقف ، و سمعت رغد تبكي فأحضرتها إلى غرفتي و أخذت ألاعبها .


هذه المرة استجابت لملاعبتي و هدأت ، بل و ضحكت !



و كم كانت ضحكتها جميلة ! أسمعها للمرةالأولى !



فرحت بهذا الإنجاز العظيم ! فأنا جعلت رغد الباكية تضحكأخيرا !



و الآن سأجعلها تتعلم مناداتي باسمي !



" أيتها الصغيرة الجميلة ! هل تعرفين ما اسمي ؟ "



نظرت إلي باندهاش و كأنها لم تفهم لغتي . إنها تستطيع النطق بكلمات مبعثرة ، و لكن ( وليد ) ليس من ضمنها !




" أنا وليد ! "



لازالت تنظر إلى باستغراب !




" اسمي وليد ! هيا قولي : وليد ! "



لم يبد ُ الأمر سهلا ! كيف يتعلم الأطفال الأسماء ؟



أشرت إلى عدة أشياء ، كالعين و الفم و الأنف و غيرها ، كلهاأسماء تنطق بها و تعرفها . حتى حين أسألها :




" أين رغد ؟ "




فإنها تشير إلى نفسها .



" و الآن يا صغيرتي ، أين وليد ؟ "



أخذت أشير إلى نفسي و أكرر :



" وليد ! وليـــد ! أنا وليد !



أنت ِ رغد ، و أنا وليد !



من أنتِ ؟ "



" رغد "



" عظيم ! أنتِ رغد ! أنا وليد ! هيا قولي وليد ! قولي أنت َوليد ! "




كانت تراقب حركات شفتيّ و لساني ، إنها طفلة نبيهة على ماأظن .



و كنت مصرا جدا على جعلها تنطق باسمي !




" قولي : أنــت ولـيـــد ! ولــيـــــــد ...



قولي : وليد ... أنت ولـــــيـــــــــــــــــــــد ! "






" أنت َ لــــــــــــــــــــي " !!







كانت هذه هي الكلمة التي نطقت بها رغد !



( أنت َ لي ! )



للحظة ، بقيت اتأملهاباستغراب و دهشة و عجب !




فقد بترت اسمي الجميل من الطرفين وحوّلته إلى ( لي ) بدلا من

( وليد ) !




ابتسمت ، و قلت مصححا :




" أنت َ وليـــــــــــــد ! "



" أنت َ لــــــــــــــــــي "




كررت جملتها ببساطة و براءة !



لم أتمالك نفسي ، وانفجرت ضحكا ....



و لأنني ضحكت بشكل غريب فإن رغد أخذت تضحك هي الأخرى !



و كلما سمعت ضحكاتها الجميلة ازدادت ضحكاتي !



سألتها مرة أخرى :




" من أنا ؟ "



" أنت َ لـــــــــــــي " !




يا لهذه الصغيرة المضحكة !



حملتها و أخذت أؤرجحها في الهواء بسرور ...



منذ ذلك اليوم ، بدأت الصغيرة تألفني ، و أصبحت أكبرالمسؤولين عن تهدئتها متى ما قررت زعزعة الجدران بصوتها الحاد ....




انتهت العطلة الصيفية و عدنا للمدارس .


كنت كلما عدت من المدرسة ، استقبلتني الصغيرة رغد استقبالاحارا !



كانت تركض نحوي و تمد ذراعيها نحوي ، طالبة أن أحملها وأؤرجحها في الهواء !



كان ذلك يفرحها كثيرا جدا ، و تنطلق ضحكاتها الرائعة لتدغدغ جداران المنزل !




و من الناحية الأخرى ،كانت دانة تطلق صرخات الاعتراض و الغضب ، ثم تهجم على رجلي بسيل من الضربات واللكمات آمرة إياي بأن أحملها ( مثل رغد ) .



و شيئا فشيا أصبح الوضعلا يطاق ! و بعد أن كانت شديدة الفرح لقدوم الصغيرة إلينا أصبحت تلاحقها لتؤذيها بشكل أو بآخر ...



في أحد الأيام كنت مشغولا بتأدية واجباتي المدرسية حين سمعت صوت بكاء رغد الشهير !



لم أعر الأمر اهتماما فقد أصبح عاديا و متوقعا كل لحظة .



تابعت عملي و تجاهلت البكاء الذي كان يزداد و يقترب !



انقطع الصوت ، فتوقعت أن تكون أمي قد اهتمت بالأمر .



لحظات ، وسمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي .



" أدخل ! "



ألا أن أحدا لم يدخل .



انتظرت قليلا ، ثم نهضت استطلع الأمر ...



و كم كانت دهشتي حين رأيت رغد واقفة خلف الباب !



لقد كانت الدموع تنهمر من عينيها بغزارة ، و وجهها عابس وكئيب ، و بكاؤها مكبوت في صدرها ، تتنهد بألم ... و بعض الخدوش الدامية ترتسم عشوائيا على وجهها البريء ، و كدمة محمرة تنتصف جبينها الأبيض !



أحسست بقبضة مؤلمة في قلبي ....



" رغد ! ما الذي حدث ؟؟؟ "



انفجرت الصغيرة ببكاء قوي ، كانت تحبسه في صدرها



مددت يدي و رفعتها إلى حضني و جعلت أطبطب عليها و أحاولتهدئتها .



هذه المرة كانت تبكي من الألم .



" أهي دانة ؟ هل هي من هاجمك ؟ "



لابد أنها دانة الشقية !



شعرت بالغضب ، و توجهت إلى حيث دانة ، و رغد فوق ذراعي .



كانت دانة في غرفتها تجلس بين مجموعة من الألعاب .



عندما رأتني وقفت ، و لم تأت إلي طالبة حملها ( مثل رغد ) كالعادة ، بل ظلت واقفة تنظر إلى الغضب المشتعل على وجهي .



" دانة أأنت من ضرب رغد الصغيرة ؟ "



لم تجب ، فعاودت السؤال بصوت أعلى :



" ألست من ضرب رغد ؟ أيتها الشقية ؟ "



" إنها تأخذ ألعابي ! لا أريدها أن تلمس ألعابي "



اقتربت من دانة و أمسكت بيدها و ضربتها ضربة خفيفة على راحتها و أنا أقول :



" إياك أن تكرري ذلك أيها الشقية و إلاألقيت بألعابك من النافذة "



لم تكن الضربة مؤلمة إلا أن دانة بدأت بالبكاء !



أما رغد فقد توقفت عنه ، بينما ظلت آخر دمعتين معلقتين على خديها المشوهين بالخدوش .



نظرت إليها و مسحت دمعتيها .



ما كان من الصغيرة إلا أن طبعت قبلة مليئة باللعاب على خديامتنانا !



ابتسمت ، لقد كانت المرة الأولى التي تقبلني فيها هذه المخلوقة ! إلا أنها لم تكن الأخيرة ....







توالت الأيام و نحن على نفس هذه الحال ...


إلا أن رغد مع مرور الوقت أصبحت غاية في المرح ...



أصبحت بهجة تملأ المنزل ... و تعلق الجميع بها و أحبوهاكثيرا ...



إنها طفلة يتمنى أي شخص أن تعيش في منزله ...



و لأن الغيرة كبرت بين رغد و دانة مع كبرهما ، فإنه كان لابد من فصل الفتاتين في غرفتين بعيدا عن بعضهما ، و كان علي نقل ذلك السرير وللمرة الثالثة إلى مكان آخر ...



و هذا المكان كان غرفة وليد !



ظلت رغد تنام في غرفتي لحين إشعار آخر .



في الواقع لم يزعجني الأمر ، فهي لم تعد تنهض مفزوعة و تصرخفي الليل إلا نادرا ...



كنت أقرأ إحدى المجلات و أنا مضطجع على سريري ، و كانت الساعة العاشرة ليلا و كانت رغد تغط في نوم هادئ



و يبدو أنها رأت حلما مزعجا لأنها نهضت فجأة و أخذت تبكيبفزع ...



أسرعت إليها و انتشلتها من على السرير و أخذت أهدئ من روعها



كان بكاؤها غريبا ... و حزينا ...



" اهدئي يا صغيرتي ... هيا عودي للنوم ! "



و بين أناتها و بكاؤها قالت :



" ماما "



نظرت إلى الصغيرة و شعرت بالحزن ...



ربما تكون قد رأت والدتها في الحلم



" أتريدين الـ ماما أيتها الصغيرة ؟ "



" ماما "



ضممتها إلى صدري بعطف ، فهذه اليتيمة فقدت أغلى من في الكون قبل أن تفهم معناهما ...



جعلت أطبطب عليها ، وأهزها في حجري و أغني لها إلى أنا استسلمت للنوم .



تأملت وجهها البريء الجميل ... و شعرت بالأسى من أجلها .



تمنيت لحظتها لو كان باستطاعتي أن أتحول إلى أمها أو أبيهالأعوضها عما فقدت .



صممت في قرارة نفسي أن أرعى هذه اليتيمة و أفعل كل ما يمكن من أجلها ...



و قد فعلت الكثير ...



و الأيام .... أثبتت ذلك ...







ذهبنا ذات يوم إلى الشاطئ في رحلة ممتعة ، و لكوننا أنا وأبي و سامر الصغير ( 8 سنوات ) نجيد السباحة ، فقد قضينا معظم الوقت وسط الماء .


أما والدتي ، فقد لاقت وقتا شاقا و مزعجا مع دانة و رغد !



كانت رغد تلهو و تلعب بالرمال المبللة ببراءة ، و تلوح باتجاهي أنا و سامر ، أما دانة فكانت لا تفتأ تضايقها ، تضربها أو ترميها بالرمال !



" وليد ، تعال إلى هنا "



نادتني والدتي ، فيما كنت أسبح بمرح .




" نعم أمي ؟ ماذا تريدين ؟ "



و اقتربت منها شيئا فشيئا . قالت :



" خذ رغد لبعض الوقت ! "



" ماذا ؟؟؟ لا أمي ! "



لم أكن أريد أن أقطع متعتي في السباحة من أجل رعاية هذه المخلوقة ! اعترضت :



" أريد أن أسبح ! "



" هيا يا وليد ! لبعض الوقت ! لأرتاح قليلا "



أذعنت للأمر كارها ... و توجهت للصغيرةو هي تعبث بالرمال ، و ناديتها :



" هيا يا رغد ! تعالي إلي ! "



ابتهجت كثيرا و أسرعت نحوي و عانقت رجلي المبللة بذراعيها العالقة بهما حبيبات الرمل الرطب ، و بكل سرور !



جلست إلى جانبها و أخذت أحفر حفرة معها . كانت تبدو غاية في السعادة أما أنا فكنت متضايقا لحرماني من السباحة !



اقتربت أكثر من الساحل ، و رغد إلى جانبي ، و جعلتها تجلس عند طرفه و تبلل نفسها بمياه البحر المالحة الباردة



رغد تكاد تطير من السعادة ، تلعب هنا و هناك ، ربما تكون المرة الأولى بحياتها التي تقابل فيها البحر !



أثناء لعبها تعثرت و وقعتفي الماء على وجهها ...



" أوه كلا ! "



أسرعت إليها و انتشلتها من الماء ، كانت قد شربت كميه منه ،و بدأت بالسعال و البكاء معا .



غضبت مني والدتي لأنني لم أراقبها جيدا



" وليد كيف تركتها تغرق ؟ "



" أمي ! إنها لم تغرق ، وقعت لثوان لا أكثر "



" ماذا لو حدث شيء لا سمح الله ؟ يجب أن تنتبه أكثر . ابتعدعن الساحل . "



غضبت ، فأنا جئت إلى هنا كي استمتع بالسباحة ، لا لكي أراقب الأطفال !



" أمي اهتمي بها و أناسأعود للبحر "



و حملتها إلى أمي و وضعتها في حجرها ،و استدرت مولّيا .



في نفس اللحظة صرخت دانة معترضة و دفعتبرغد جانبا ، قاصدة إبعادها عن أمي




رغد ، و التي لم تكدتتوقف عن البكاء عاودته من جديد .



" أرأيت ؟ "



استدرت إلى أمي ، فوجدت الطفلة البكاءة تمد يديها إلي ...



كأنها تستنجد بي و تطلب مني أخذها بعيدا .



عدت فحملتها على ذراعي فتوقفت عن البكاء ، و أطلقت ضحكةجميلة !



يا لخبث هؤلاء الأطفال !



نظرت إلى أمي ، فابتسمت هي الأخرى و قالت :



" إنها تحبك أنت َ يا وليد ! "



!!!!!!!!!!



قبيل عودتنا من هذه الرحلة ، أخذت أمي تنظف الأغراض ، والأطفال.




" وليد ، نظف أطراف الصغيرة و ألبسهاهذه الملابس "




تفاجأت من هذا الطلب ، فأنا لم أعتدعلى تنظيف الأطفال أو إلباسهم الملابس !

ربما أكون قد سمعت شيئاخطا !




" ماذا أمي ؟؟؟ "



" هيا يا وليد ، نظف الرمال عنها و ألبسها هذه ، فيما اهتم أنا بدانة و بقية الأشياء "



كنت أظن أنني أصبحت رجلا ، في نظر أمي على الأقل ...



و لكن الظاهر أنني أصبحت أما !



أما جديدة لرغد !



نعم ... لقد كنت أما لهذه المخلوقة ...



فأنا من كان يطعمها في كثير من الأحيان ، و ينيمها في سريره، و يغني لها ، و يلعب معها ، و يتحمل صراخها ، و يستبدل لها ملابسها في أحيان أخرى !



و في الواقع ...



كنت أستمتع بهذا الدورالجديد ...



و في المساء ، كنت أغني لها و أتعمد أن أجعلها تنام في سريري ، و أبقى أتأمل وجهها الملائكي البريء الرائع ... و أشعر بسعادة لا توصف !



هكذا ، مرت الأيام ...



و كبرنا ... شيئا فشيئا ...



و أنا بمثابة الأم أو المربية الخاصة بالمدللة رغد ، وكانت يدون أن أدرك ... أو يدرك أحد ... أصبحت تعني لي ...



أكثر من مجرد مخلوقة مزعجة اقتحمت حياتي منذ الصغر ! ....





::::::::::::::::::::::::::::
اتمنى ان ارى تفاعلكم وردودكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نونو1
مشرف عام
مشرف عام
نونو1


عدد المساهمات : 689
تاريخ التسجيل : 01/09/2009
العمر : 33

nehad11
nnnn: 50

رواية انت لي لاتفوتكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية انت لي لاتفوتكم   رواية انت لي لاتفوتكم I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 29, 2009 10:58 pm

الحلقةالثانية



~ مهووس بك ~ !







في كل ليلة أقرأ قصة قصيرة لصغيرتي رغد قبل النوم . و هذه هي آخر ليلة تباتها رغد في غرفتي بعد ثلاث سنوات من قدومها للمنزل .

ثلاث سنوات من الرعاية و الدلال والمحبة أوليتها جميعا لصغيرتي ، كأي أم أو أب !


إنها الآن في السادسة وقد ألحقناها بالمدرسة هذا العام و كانت في غاية السعادة !


في كل يوم عندما تعود تخبرني بعشرات الأشياء التي شاهدتهاأو تعلمتها في المدرسة . و في كل يوم بعد تناولها الغذاء أتولى أنا تعليمها دروسهاالبسيطة
و قد كانت تلميذة نجيبة !


بعد الانتهاء من الدروس تأخذ صغيرتي دفتر التلوين الخاص بها و علبة الألوان ، و تجلس على سريرها و تبدأ بالتلوين بهدوء


تقريبا بهدوء !


" وليد لوّن معي ! "


لقد كنت شاردا و أنا أتأملها و أتخيل أنني و منذ الغد لن أجد سريرها في تلك الزاوية و أستمع إلى ( هذيانها ) و تحدثها إلى نفسها قبل النوم !


" و ليــــــــــــــــد لوّن معي ! "


هذه المرة انتبهت إلى صوتها الحاد ، نظرت إليها و ابتسمت ! لقد كنت ُ كثيرا ما ألوّن معها في هذا الدفتر أو غيره ! و هي تحلق سعادة حينما تراقبني و أنا ألون !


أطفال ... فقط أطفال !


" حسنا "


قلت ذلك و هممت بالنهوض من على سريري والتوجه إليها ، و لكنها و بسرعة قفزت هي و دفترها و علبة ألوانها و هبطت فوق سريري في ثانيتين !


بدأت كالعادة تختار لي الصفحة التي تريد مني تلوينها و قدكانت رسمة لفتاة صغيرة تحمل حقيبة المدرسة !


" صغيرتي ... لم لاتلونين هذه ؟ فهي تشبهك ! "


قلت لها ذلك ، فابتسمت و أخذت تقلب دفترها بحثا عن شيء ما ، ثم قالت :


" لا يوجد ولد يشبهك ! سأرسمك ! "





و أمسكت بالقلم وأخذت ( ترسمني ) في إحدى الصفحات ... و كم كانت الرسمة مضحكة ، و لاحظت أنها رسمت خطا طويلا أسفل الأنف !


" ما هذا ؟؟ "


" شارب ! "


" ماذا !؟ و لكن أنا لا شارب لدي ! "


" عندما تكبر مثل أبي سيكون لديك شارب طويل هكذا لأنك طويل ! "


ضحكت ُ كثيرا كما ضحكت هي الأخرى !


إن طولي قد أزداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ، و يبدوأنني سأصبح أطول من والدي !


قمنا بعد ذلك بتلوين الصورتين ( رغدالصغيرة ، و وليد ذي الشارب الطويل ) !


من كان منا يتوقع ... أن هاتين الصورتين ستعيشان معنا ... كل ذلك العمر ...؟؟؟


عندما حل الظلام ، قمت بنقل سرير رغد و أشيائها الأخرى إلى غرفتها الجديدة . و كانت صغيرة و مجاورة لغرفتي .


الصغيرة كانت مسرورة للغاية ، فقد أصبح لها غرفتها الخاصةمثل دانة و لم يعد بمقدور دانة أن ( تعيّرها ) كما كانت تفعل دائما .


العلاقة بين هاتين الفتاتين كانت سيئة !


بالنسبة لي ، كنت ُ حزينا بهذا الحدث ... فأنا أرغب في أنتبقى الصغيرة معي و تحت رعايتي أكثر من ذلك ... إنها تعني لي الكثير ...


انتهينا أنا و أمي من ترتيب الأشياء في الغرفة ، و رغدتساعدنا . قالت أمي بعد ذلك :


" و الآن يا رغد ... هاقد أصبح لديك غرفة خاصة ! اعتني بها جيدا ! "


" حسنا ماما "


و جاء صوت دانة من مكان ما قائلة :


" لكن غرفتي هي الأجمل . هذه صغيرة و وحيدة مثلك "


جميعنا استدرنا نحو دانة ، و بعين الغضب . فهي لا تترك فرصة لمضايقة رغد إلا و استغلتها .


" لكنني لست ُ وحيدة ، و لن أشعربالخوف لأن وليد قريب مني "


" لكن وليد ليس أمك و لا أباك و لاأخاك ! إذن أنت وحيدة "


هذه المرة والدتي زجرت دانة بعنف وأمرتها بالانصراف . لقد كانت لدي رغبة في صفع هذه الفتاة الخبيثة لكنني لم أشأ أن أزيد الأمر تعقيدا .
إنني أدرك أن الأمور تزداد سوءا بين دانة و رغد ، و لا أدري إن كان الوضع سيتغير حالما تكبران ...



اعتقدت أن الأمر قد انتهى في وقته ، إلا أنه لم ينته ...


بينما كنت غاطا في نومي ، سمعت صوتا أيقظني من النوم بفزع ...


عندما فتحت عيني رأيت خيال شخص ما يقف إلى جانبي ... كان الظلام شديدا و كنت ُ بين النوم و الصحوة ... استيقظت فجأة و استطاعت طبلة أذني التقاط الصوت و تمييزه ...


كانت رغد !


نهضت ، و أنرت ُ المصباح المجاور ، و من خلال إنارتها الخفيفة لمحت ُ ومض دموع تسيل على خد الصغيرة ...


مددت ُ يدي و تحسست وجهها الصغير فبللتني الدموع ...


" رغد ! ما بك عزيزتي ؟ "


قفزت رغد إلى حضني و أطلقت صرخات بكاء قوية و حزينة ... إنني لم أر َ دموع غاليتي هذه منذ أمد بعيد ... فكيف لي برؤيتها بهذه الحال؟؟


" رغد ... أخبريني ماذا حدث ؟ هل رأيت حلما مزعجا ؟؟ "


اندفعت و هي تقول كلماتها هذه بشكل مبعثر و مضطرب ... وبمرارة و حزن عميقين :


" لماذا ليس لدي أم؟
لماذا مات أبي ؟
هل الله لا يحبني لذلك لم يعطني أما و لا أبا ؟
هل صحيح أن هذا ليس بيتي؟
أين بيتي إذن فأنا أريد أن يصبح لدي غرفة كبيرة و جميلة مثل غرفة دانة "


طوقت الصغيرة بذراعي و جعلت أمسح رأسها و دموعها و أهدئ منحالتها


لم أكن أتخيل أن مثل هذه التساؤلات تدور في رأس طفلة صغيرةفي السادسة من العمر ...

بل إنها لم تذكر لي شيئا كهذا من قبل رغم ثرثرتها التي لا تكاد تنتهي حين تبدأ ...


" صغيرتي رغد ! ما هذاالكلام ! من قال لك ذلك ؟ "


" دانة دائما تقول هذا ... هي لا تحبني ... لا أحد يحبني "


شعرت بالغيظ من أختي الشقية ، في الغد سوف أوبخها بعنف . قلت محاولا تهدئة الصغيرة المهمومة :


" رغد يا حلوتي ... دعك ِ من دانة فهي لا تعرف ما تقول ،سوف أوقفها عند حدها . أبي و أمي هما أبوك و أمك "


قاطعتني :


" غير صحيح ! لا أم و لا أب لدي و لاأحد يحبني "


" ماذا عني أنا وليد ؟ ألا أحبك ؟ اعتبريني أمك و أباك و كلشيء "


توقفت رغد عن البكاء و نظرت إلي قليلا ثم قالت :



" و لكن ليس لديك شارب ! "


ضحكت ! فأفكار هذه الصغيرة غاية في البساطة و العفوية ! أماهي فقد ابتسمت و مسحت دموعها ...


قلت :


" حين أكبر قليلا بعد فسيصبح لدي شاربان طويلان كما رسمت ِ ! أ نسيت !؟ "


ابتسمت أكثر و قالت :


" و هل ستشتري لي بيتا كبيرا فيه غرفة كبيرة و جميلة تخصني؟ "


ضحكت مجددا ... و قلت :


" نعم بالتأكيد ! وتصبحين أنت سيدة المنزل ! "


الصغيرة ابتسمت برضا و عانقتني بسرور :


" أنا أحبك كثيرا يا وليد ! و حين أكبر سآخذك معي إلى بيتي الجديد ! "



..........................يتبع
__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nehad
المدير Admin
المدير Admin
nehad


عدد المساهمات : 1804
تاريخ التسجيل : 31/05/2009
العمر : 45
الموقع : في ارض الله الواسعه

nehad11
nnnn: 50

رواية انت لي لاتفوتكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية انت لي لاتفوتكم   رواية انت لي لاتفوتكم I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 04, 2009 8:37 am

شكرا جزيلا نونو1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nehad.ahlamontada.com
 
رواية انت لي لاتفوتكم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بعد «سيد الخواتم» رواية «هوبيت» تتحول إلى فيلم
» مـع غروب الشمس لا يغرب الحب * أحلى رواية حب رومانسية كاملة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منـــــــــــــتـــــــــديات نــــــــــهــــــــــــــــــاد :: ...................الاقسام الادبيه............. :: منتـــدى القصص والروايـــــات-
انتقل الى: