اشت أنجيلينا جولي حياة طفولة غير مستقرة تميزت بنزعتها الاستقلالية وشخصيتها المتمردة. وعاشت بعيدا عن والدها الشهير بعد انفصال والديها وهي في السنة الأولى من العمر.
واضطرت والدتها إلى التخلي عن عملها الفني والاعتماد على دخل محدود لإعالة أنجيلينا وشقيقها الأكبر الممثل جيمس هافين.
وكانت أنجيليا تشعر خلال دراستها الثانوية بالانعزال عن أقرانها الطلبة من أبناء وبنات الأسر الثرية، وتستخدم الملابس المستعملة أحيانا خلال تلك المرحلة من حياتها.
واتسمت علاقة أنجيلينا جولي مع والدها جون فويت بالجفاء والخصام والانقطاع عبر معظم حياتها، ولم تستخدم اسم أسرتها عبر مشوارها الفني،
وقامت في العام 2002 بتغيير اسمها قانونيا إلى أنجيلينا جولي، متخلية عن اسمها الأخير ”فويت”،
وأعلنت مقاطعتها التامة لوالدها بعد ذلك. وكان والدها جون فويت ادعى قبل ذلك أن ابنته أنجيلينا جولي تعاني من اضطراب عقلي.
ورغم هذا الانقطاع بين أنجيلينا ووالدها فقد ظهرت معه في فيلمين، الأول هو فيلم ”البحث عن خروج” (1982) حين كانت في سن السابعة،
والثاني هو فيلم الخيال العلمي ”لارا كروفت غازية القبور” (2001). وقام جون فويت بدور والدها في هذا الفيلم خلال فترة مصالحة قصيرة بين الابنة وأبيها.
أظهرت أنجيلينا جولي ولعا بالتمثيل في سن مبكرة حين كانت تشاهد الأفلام مع والدتها. وكان حلمها منذ الطفولة أن تصبح ممثلة.
وفي سن الحادية عشرة بدأت بتلقي دروس في التمثيل. ومن المفارقات أنها توقفت عن ذلك في سن الرابعة عشرة وأصبح حلمها أن تصبح مديرة مؤسسة لدفن الموتى واقتصرت على ارتداء الملابس السوداء وصبغت شعرها باللون البنفسجي.
وبعد فترة أصبحت عارضة للأزياء تتنقل ما بين لوس أنجيليس ونيويورك ولندن، قبل أن تعود إلى دراسة التمثيل من جديد. كما ظهرت في عدد من أشرطة الفيديو الموسيقية لبعض الفرق الغنائية الشهيرة.
وكان فيلم الخيال العلمي ”سايبورج - الجزء الثاني” (1993) أول فيلم تقوم ببطولته، وأعقبته بفيلم ”بدون أدلة” (1995)،
إلا أن هذين الفيلمين لم يحققا نجاحا يذكر. ثم تقاسمت بطولة فيلم ”قراصنة الحاسوب” (1995) الذي شكل نقلة نوعية في مشوارها السينمائي،
والتقت خلاله بزوج المستقبل الممثل البريطاني جوني لي ميلر، ودام زواجهما أربع سنوات.
كما تزوجت من الممثل بيلي بوب ثورنتون الذي يكبرها بعشرين عاما، وكانت زوجته الخامسة، وطلقت منه بعد عامين.
ومن أبرز أفلام أنجيلينا جولي الأخرى فيلم ”فتاة معترضة” (1999) الذي فازت عن دورها فيه بجائزة الأوسكار، وفيلم ”لارا كروفت غازية القبور” (2001) الذي ثبت نجوميتها، خاصة كإحدى نجمات أفلام الحركة والمغامرات.
ومن المفارقات أنها قبلت دورها في هذا الفيلم على مضض. ومن أفلامها أيضا فيلم ”مستر ومسز سميث” (2005)، وفيلم ”الطفل البديل” (2008) الذي رشحت عن دورها فيه لجائزة الأوسكار.
وتعيش الممثلة أنجيلينا جولي منذ العام 2005 مع شريك حياتها الممثل براد بيت، ولهما ستة أطفال بينهم ثلاثة بالتبني. وتحظى علاقتهما بتغطية غير مسبوقة من قبل وسائل الإعلام، وخاصة الصحافة الصفراء.
توجه اهتمام الممثلة أنجيلينا جولي نحو الأعمال الخيرية والخدمات الإنسانية منذ زيارتها لكمبوديا لتصوير مشاهد من فيلمها ”لارا كروفت غازية القبور”، حيث اطلعت على الفقر المدقع المنتشر بين الناس. وكرست جهودها للأعمال الإنسانية وعينت سفيرة نوايا حسنة للمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وقامت بزيارة مخيمات اللاجئين في أكثر من عشرين دولة، بينها لبنان. وتصر أنجيلينا جولي على دفع نفقات سفرها من جيبها الخاص. وهي تقول إنها تخصص ثلث دخلها من أفلامها السينمائية للأعمال الإنسانية. وكانت أول شخص يمنح جائزة مواطن العالم من رابطة المراسلين الصحفيين في الأمم المتحدة في العام 2003 تقديرا لخدماتها الإنسانية.
كما أن أنجيلينا جولي من هواة نقش الوشوم على جسمها الذي يحمل 13 وشما تشمل جملا ورسوما ورموزا، منها ما هو منقوش بلغات أجنبية، ككلمة ”العزيمة” باللغة العربية. ويرتبط بعض هذه الوشوم بأشخاص أو أحداث عزيزة عليها. ويضطر الفنيون لاستخدام الماكياج لتغطية بعض تلك الوشوم أحيانا إذا تطلب الأمر تصوير أجزاء معينة من جسمها.