لما استشهد الامام (عليه السلام ) حمل جسده الطاهر أولاده وبعض الخاصة من أصحابه
تحت ستار الليل وفي الخفاء الكامل الى مدفنه الطاهر
وذلك خوفا من الاعداء الألداء بالأخص الخوارج وبني أمية
الذين كانوا يحملون حقدا وبغضا دفيننا في قلوبهم
فلو علموا بمكان قبره الشريف لأخرجوا جسده الطاهر و أهانوه .
فمضت عشرات السنين , وما زال القبر مخفيا عن الناس ,
حتى ظهر اثر حادثة في أيام هارون الرشيد , واليكم الحادثة :
عن عبدالله بن حازم قال: خرجنا يوما مع هارون الرشيد من الكوفة نتصيد,
فصرنا الى ناحية الغريين والثوية فرأينا ظباء فأرسلنا عليها الصقور والكلاب فجاولتها ساعة ثم لجأت الظباء
الى أكمة فسقطت عليها فسقطت الصقور ناحية ورجعت الكلاب ,
فعجب الرشيد من ذلك ثم ان الظباء هبطت من الاكمة فهبطت الصقور والكلاب,
فرجعت الظباء الى الاكمة فتراجعت عنها الكلاب
والصقور ففعلت ذلك ثلاثا.
فقال لي هارون الرشيد : أركضوا , فمن لقيتموه فأتوني به ,
فأتيناه بشيخ من بني أسد , فسأله الرشيد بعض الاسئلة فقال الشيخ :
ان جعلت لي الامان اخبرتك.
قال الرشيد : لك عهد الله وميثاقه الا أهيجك ولا أؤذيك.
قال الشيخ : حدثني عن آبائي أنهم كانوا يقولون ان في هذه الاكمة قبر علي بن ابي طالب (عليه السلام ) ,
وجعله الله حرما , لايأوي اليه شيء الا أمن .
فنزل هارون الرشيد فدعا بماء وتوضأ وصلى عند الأكمة وتمرغ عليها وجعل يبكي ثم انصرفنا الى الكوفة .
وبهذه الصورة ظهر للناس المرقد الطاهر لمولانا الامام علي عليه السلام بعد اخفائه عن جور الظلمة لمدة 130 سنة