الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
يُعتبر موضوع الإلتقاء بالإمام المنتظر المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) و التشرُّف بزيارته و التحدُّث إليه و الإستماع إليه مباشرةً دون واسطة من الأهداف المهمة و السامية المرجوة لدى المؤمنين و الموالين لأهل البيت ( عليهم السلام ) قاطبة .
و لا شك في أن النفوس المخلصة تائقة و مشتاقة لرؤية الطلعة المباركة لهذا الإمام الموعود ( عجَّل الله فرَجَه ) الذي غاب عن الأنظار بأمر من الله عَزَّ و جَلَّ أكثر من ألف سنة ، لا لكي تفتخر بهذه الرؤية على غيرها ـ رغم كونها بالفعل مفخرة عظيمة ـ بل لأن الزيارة المشفوعة برضا الإمام ( عليه السَّلام ) إن حصلت لإنسانٍ فإنها مُضافاً لكونها شرفاً عظيماً و فخراً ، فإنها قد تحمل للزائر دلالات متعددة ذات فوائد كبيرة تستحق من جانبه أعظم إهتمام .
و لعل من أهم تلك الدلالات هو أن مثل هذه الزيارة تكشف ـ في الغالب ـ عن وصول الزائر إلى مرحلة رفيعة من الإيمان و التقوى و العمل الصالح و الإلتزام الصادق بتعاليم الشريعة الإسلامية المقدسة ، كما و تدلُّ على إرتفاع الزائر إلى المستوى الذي يكون الإنسان بوصوله إليه مؤهلاً لحظوة التشرُّف بلقاء الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) ، و هي قيمة كبيرة ينبغي الإعتزاز بها ، حيث أن هذا الشرف العظيم لا يُنال و لا يُحظى إلاَّ بتوفيق إلهي ، فليس كل من أراد اللقاء و التشرُّف و سعى له وصل إلى مراده .
و من الواضح أن وصول الإنسان إلى مثل هذه المرحلة الإيمانية المباركة يُعدُّ كنزاً ثميناً ينبغي الحفاظ عليه بالمواظبة على الأسباب الموصلة لما هو فيه من التقدم و القُرب و المستوى الرفيع ، كما ينبغي لصاحب هذه الحظوة التطلع إلى غيرها من المراحل و المستويات الأكثر علواً و إرتفاعاً و قرباً بعزم إيماني صادق ، و مجاهدة لا تعرف الكلل و الملل ، من خلال الإلتزام بتعاليم الإمام ( عجَّل الله فرَجَه ) .
اَللّـهُمَّ اَرِنيِ الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ ، وَ الْغُرَّةَ الْحَميدَةَ ، وَ اكْحُلْ ناظِري بِنَظْرَة منِّي اِلَيْهِ ، وَ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَ سَهِّلْ مَخْرَجَهُ ، وَ اَوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَ اسْلُكْ بي مَحَجَّتَهُ ، وَ اَنْفِذْ اَمْرَهُ وَ اشْدُدْ اَزْرَهُ ، وَ اعْمُرِ اللّـهُمَّ بِهِ بِلادَكَ ، وَ اَحْيِ بِهِ عِبادَكَ ، فَاِنَّكَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ : ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ... ﴾ [1] .
فَاَظْهِرِ الّلهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ وَ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ الْمُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ حَتّى لا يَظْفَرَ بِشَيْء مِنَ الْباطِلِ اِلّا مَزَّقَهُ ، وَ يُحِقَّ الْحَقَّ وَ يُحَقِّقَهُ ، وَ اجْعَلْهُ اَللّـهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ ، وَ ناصِراً لِمَنْ لا يَجِدُ لَهُ ناصِراً غَيْرَكَ ، وَ مُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ اَحْكامِ كِتابِكَ ، وَ مُشَيِّداً لِما وَرَدَ مِنْ اَعْلامِ دينِكَ وَ سُنَنِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْهُ اَللّـهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِن بَأسِ الْمُعْتَدينَ [2] .