أخرج مسلم في صحيحه عن علي (عليه السلام) قال: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي إلي [وهل يكون التأكيد بأكثر من هذا؟] أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق).
تجدون هذا الحديث بهذا اللفظ أو بمعناه عند: النسائي، والترمذي، وابن ماجة، وفي مسند أحمد، وفي المستدرك، وفي كنز العمال عن عدة من كبار الأئمة(14). وفي مسند أحمد وصحيح الترمذي عن أم سلمة: كان رسول الله يقول [هذه الصيغة تدل على الاستمرار] كان رسول الله يقول: (لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن)(15).
نستفيد من هذه الأحاديث في هذا المطلب: إن حب علي وحب المنافقين لا يجتمعان، لو أن أحدا يعتقد حتى بإمامة علي وولايته بعد رسول الله، إلا أنه لا يبغض المنافقين، هذا الشخص هو أيضا منافق، وهو مطرود من الطرفين، أي من المؤمنين ومن المنافقين، لأن المنافقين لا يعتقدون بولاية علي وهذا يعتقد، ولأن المؤمنين لا يحبون المنافقين وهذا يحب.
ولا يمكن الجمع بينهما بأي حال من الأحوال، وبأي شكل من الأشكال.