إنّ في قصص القرآن الكريم ذكراً لسيرة الأنبياء والصالحين، عبرةً للناس وتنويها بفضل أولئك الأنبياء والصالحين، ورفعهم أسوة حسنة (لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر). وأهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا، في طليعة فئة الأنبياء والرسل والصالحين، ولذلك فهم أسوة حسنة، وسيرتهم مثالٌ يحتذى، وهم الهداة المهديون، الذين يدورون مع الحق ويدور معهم حيثما داروا، وهم عدل القرآن، لن يفترقوا عنه حتى يردوا الحوض على رسول الله. لذلك نزلت فيهم آيات كثيرة، أو كانوا سادة مصاديقها، كل ذلك، إرشادا منه تعالى إلى مكانتهم وقيادتهم ووجوب طاعتهم والإقتداء بهم.
وتأتي أهمية موضوع هذا الكتاب، من أهمية معرفة الحق ومن ثم إتباعه، وكشف الباطل واجتنابه.
وقد تعرض الحق على مر العصور إلى حرب شعواء، من جانب حزب السلطة، وإن من مظاهر هذه الحرب، طمس الحقيقة وخلق وقائع وأكاذيب إمعانا في حجبها والتشويش على طالبيها (ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون) ففضائل أهل البيت (عليهم السلام) باقية ما بقي القرآن، وهو باقٍ حتى يرد الحوض على رسول الله مع أهل بيته.
وهذا الكتاب (أهل البيت في القرآن) لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) جمع الآيات الشريفة التي نزلت في أهل البيت (عليهم السلام) مرتبة حسب السور التي جاءت فيها، من بداية القرآن حتى نهايته. وتأتي أهمية هذا الكتاب ـ بالإضافة إلى موضوعه ـ أن السيد المؤلف جمعه من كتب أهل السنة خاصة، ولم يعتمد في ذلك على كتب الشيعة، وفي ذلك ـ كما هو ليس بخاف ـ مزيد حجّة.
وفقنا الله جميعاً لمعرفة الحق وإتباعه والذبّ عنه.