السيف سلاحُ المهدي :
يستغرب البعض من أن الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) كيف يخرج بسلاح تقليدي كالسيف و قد تطورت الأسلحة و المعدات الحربية و القتالية في عصرنا الحاضر بشكل يفوق التصور ، فكيف يتسنى للإمام ( عليه السلام ) مقابلة جيوش الأعداء المدججة بأنواع من أسلحة الدمار الشامل و غيرها بالسيف و هو سلاح تقليدي محدود لا يصلح لمقابلة ما تمتلكه الترسانات العسكرية من السلاح المتطور جداً ؟!
لكن الروايات التي تتحدث عن خروج الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) تؤكد أنه يخرج بسلاح السيف ، لكنه يكون منصوراً بالنصرة الإلهية و بالملائكة و بالرعب ، و بأصحابه الأوفياء الخُلص .
سلاح المهدي في أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) :
يقول الراوي و هو محمَّد بن مسلم الثقفي الطحّان : دخلت على أبي جعفر محمّد بن عليِّ الباقر [1] ( عليه السلام ) و أنا اريد ان أسئله عن القائم [2] .
فقال لي مبتدئاً : " يا محمّد بن مسلم ، إنَّ في القائم من أهل بيت محمَّد سنة ( شَبَهاً ) من خمسة من الرسل : يونس بن متى ، و يوسف بن يعقوب ، و موسى ، و عيسى ، و محمَّد ( صلى الله عليه و آله ) .
فامّا سنة من يونس بن متى : فرجوعه من غيبته و هو شابّ بعد كبر السن .
و امّا سنة من يوسف بن يعقوب : فالغيبة من خاصّته و عامّته ، و اختفائه من اخوته ، و إشكال أمره على أبيه يعقوب النبيّ ( عليه السلام ) مع قرب المسافة بينه و بين أبيه و أهله و شيعته .
و امّا سنّة من موسى : فدوام خوفه ، و طول غيبته ، و خفاء ولادته ، و تعب شيعته من بعده ممّا لقوا من الأذى و الهوان إلى أن اذن الله عزَّ و جلَّ في ظهوره و نصره و أيّده على عدوّه .
و امّا سنة من عيسى : فاختلاف من اختلف فيه حتّى قالت طائفة ما ولد ، و طائفة منهم قالت مات ، و طائفة قالت قتل و صلب .
و امّا سنة من جدِّه المصطفى محمّد ( صلى الله عليه و آله ) فخروجه بالسيف ، و قتله أعداء الله و أعداء رسوله و الجبارين و الطواغيت ، و انَّه ينصر بالسيف و الرعب ، و انّه لا تردّ له راية .
و انّ من علامات خروجه ( عليه السلام ) خروج السفياني من الشام ، و خروج اليماني ، و صيحة من السماء في شهر رمضان ، و مناد ينادي من السماء باسمه و اسم أبيه [3] .
أما بالنسبة للأسلحة المتطورة التي يملكها أعدائه فمهما كان نوعها فلا أهمية لها بعد ما عرفت أنه ( عليه السلام ) منصور و مؤيد من قبل الله عز و جل .
رؤية أخرى :
هذا و يحتمل أن يكون معنى خروج الامام ( عليه السلام ) بالسيف تعبيراً عن خروجه بالسلاح ، و بما أن السيف يُعَدُّ رمزاً للسلاح فَعُبِّرَ عنه بالسيف ، و الله العالم .